Mohamed Refaei ف
عدد المساهمات : 207 نقاط : 329 تاريخ التسجيل : 18/03/2010 الموقع : m_refaei2003@yahoo.com الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: شخصيات إسلاميه : حليمة السعدية الثلاثاء مايو 25, 2010 8:37 pm | |
| حَلِيمَةُ السَّعدِيَّةُأُمُّالرسولِ الأعظم صلى الله عليه وسلم مِنَ الرَّضاع ***
هذه السيدةالرّصان الرّزان أثيرة لدى كُل مُسلمٍ ... عزيزة على كل مؤمن ... فمن ثدييهاالطاهرين رَضع الغُلام السّعيد محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ... وعلى صدرها المفعم بالمحبة غفا ... وفي حِجرها الطافِح بالحنان دَرَجَ ... ومن فصاحتها وفصاحة قومها بني((سَعْدٍ)) نَهَل ... فكان من أبيَن الأبْيِناءكلاماً ـ الأبيناء: جمع بين، وهو ما يفصح عن كلامه بأحسن التبيين ـ ... وأفصحالفصحاء نُطقاً . إنها السيدة الجليلة حليمة السّعديّة أمّ نبيّنا محمد ـ صلواتالله وسلامه عليه ـ من الرّضاع . *** ولإرضاع السيدة السّعديّة للطفلالمُبارك الذي ملأ الدنيا بِرّاً ومرحَمة ... وأترعها خيراً وهدياً ... وزانها خلقاً وفضلاً ... قصّة من روائع القِصص ، حكتها حليمة السّعديّةبِبيانها المُشرق الأنيق الجذّاب ... وأسلوبها المُتألّق الرّشيق المُمتع ،فتعالوا نستمع إليها ... فخبرها عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من روائعالأخبار. *** قالت حليمة السّعديّة: خرجتُ من منازلنا أنا وزوجي ـ زوجها: هو الحارث بن عبد العزّى السّعديّ ويكنّى بأبي كبشة ، أمّا ابنها: فاسمه عبد الله. ـ وابن لنا صغير نلتمس الرُّضعاء في مكّة ـ الرّضعاء: المولودين الجدد ـ ، وكانمعنا نسوة من قومي بني ((سعد)) قد خرجن لِمثل ما خرجت إليه . وكان ذلك في سنةٍقاحلةٍ مُجدبةٍ ... أيبست الزّرع ... وأهلكت الضّرع فلم تُبقِ لنا شيئاً . وكانمعنا دابّتان عجفاوان مُسِنّتان لا ترشحان بقطرة من لبن ؛ فركبت أنا وغلامي الصغيرإحداهما ... أمّا زوجي فركب الأخرى ، وكانت ناقته أكبر سنّاً وأشدّ هُزالاً . وكنّا ـ واللهِ ـ ما ننام لحظة في ليلنا كلّه لشدّة بُكاء طفلنا من الجوع ، إذلم يكن في ثديي ما يُغنيه ... ولم يكن في ضرعَي ناقتنا ما يُغَذّيه ... ولقد أبطأنابالرّكب بسبب هزال أتانِنا وضعفها فضجِر رفاقنا منّا ـ الأتان: أنثى الحمار ـ ... وشقّ عليهم السفر بسببنا . فلما بلغنا مكّة وبحثنا عن الرّضعاء وقعتُ في أمر لميكن بالحسبان ... ذلك أنّه لم تبق امرأة إلا وعُرض عليها الغُلام الصغير محمد بنعبد الله ... فكنّا نأباه لأنّه يتيم ، وكنّا نقول : ما عسى أن تنفعنا أمّ صبيّلا أبَ له ؟! ... وما عسى أن يصنع لنا جدّه ؟! ... *** ثمّ إنّه لم يمضعلينا غير يومين اثنين حتّى ظَفِرت كل امرأة معنا بواحد من الرّضعاء ... أمّا أنافلم أظفر بأحد .. فلمّا أزمعنا الرّحيل قلت لزوجي : إني لأكره أن أرجع إلىمنازلنا وألقى بني قومنا خاوية الوِفاض دون أن آخذ رضيعاً ، فليس في صويحباتي امرأةإلا ومعها رضيع . واللهِ لأذهبنَّ إلى ذلك اليتيم ، ولآخذنّه . فقال لي زوجي : لا بأس عليكِ ، خذيه فعسى أن يجعل الله فيه خيراً .. فذهبتُ إلى أمّه وأخذتُه ... ووَاللهِ ما حملني على أخذه إلا أنّي لم أجِد غلاماً سِواه . *** فلمّارجعتُ به إلى رَحلي وضعته في حِجري ، وألقمتهُ ثديِي ، فدرّ عليه من اللبن ما شاءالله أن يُدرّ بعد أن كان خاوياً خالياً ... فشرِب الغلام حتى رويَ .. ثمّ شرِبأخوه حتى روِيَ أيضاً ، ثم ناما ... فاضطجعت أنا وزوجي إلى جانبهما لننام بعد أنكنّا لا نحظى بالنّوم إلا قليلاً بسبب صبيّنا الصغير . ثم حانت من زوجيالتِفاتةٌ إلى ناقتنا المُسنّة العجفاء ... فإذا ضرعاها حافلان مُمتلئان ... فقامإليها دَهِشاً ، وهو لا يصدّق عينيه وحلَبَ منها وشرِبَ . ثم حلبَ لي فشربت معهحتى امتلأنا ريّاً وشبعاً . وبِتنا في خير ليلةٍ . فلمّا أصبحنا قال لي زوجي : أتدرينَ يا حليمة أنّك قد ظفِرتِ بطفلٍ مباركٍ ؟! . فقلتُ له : إنّه لكذلكوإنّي لأرجو منه خيراً كثيراً . *** ثمّ خرجنا من مكّة فركبتُ أتانناالمُسنّة ... وحملتُ معي عليها ؛ فمضت نشيطة تتقدّم دوابّ القوم جميعاً حتّى مايلحق بها أيّ من دوابّهم . فجعلت صواحِبي يقُلن لي : وَيحَكِ يا ابنة أبي ذؤيب ،تَمهّلي علينا ... أليست هذه أتانَكِ المُسنّة التي خرجتم عليها ؟!! . فأقوللهنّ : بلى ... وَاللهِ إنّها هيَ .. فيقُلنَ : واللهِ إنّ لها لشأناً . *** ثم قدمنا منازلنا في بلاد بني ((سعد)) ، وما أعلم أرضاً من أرض الله أشدّ قحطاًمنها ولا أقسى جدباً .. لكنّ غنمنا جعلت تغدو إليها مع كل صباح ، فترعى فيها ثمّتعود مع المساء ... فنحلِب منها ما شاء الله أن نَحلِب ، ونشربُ من لبنها ما طابلنا أن نشرب ، وما يحلِبُ أحدٌ غيرنا من غنمه قطرةً . فجعل بنو قومي يقولونلرعيانهم : وَيلكم ... اسرحوا بغنمكم حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب . فصاروايسرحون بأغنامهم وراء غنمنا ؛ غير أنّهم كانوا يعودون بها وهي جائعة ما ترشح لهمبقطرة . ولم نزل نتلقّى من الله البركة والخير حتّى انقضت سنتا رضاع الصبيّ ... وتمّ فِطامُهُ ... وكان خلال عاميه هذين ينمو نموّاً لا يشبه نموّ أقرانه ... فهو ما كاد يُتمّ سنتيه عندنا حتى غدا غلاماً قويّاً مُكتملاً . *** عند ذلكقدِمنا به على أمّه ، ونحن أحرص ما نكون على مُكثه عندنا ، وبقائه فينا ؛ لِما كنّانرى في بركته ، فلمّا لقيتُ أمّه طمأنتها عليه وقلت : ليتَكِ تتركين بُنيِّ عنديحتّى يزداد فتوّةً وقوّة ... فإنّي أخشى عليه وباء مكّة ... ولم أزل بها أُقنعهاوأُرغّبها حتى ردّته معنا ... فرجعنا به فرحين مُستبشرين . *** ثمّ إنّه لميمض على مقدم الغلام معنا غير أشهر معدودات حتى وقع له أمر أخافنا ... وأقلقنا ... وهزّنا هزّاً . فلقد خرج ذات صباح مع أخيه في غُنيمات لنا يرعيانها خلف بيوتنا ؛فما هو إلا قليل حتى أقبل علينا أخوه يعدو ، وقال : الحقا بأخي القُرشيّ ، فقدأخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاهُ ... وشقّا بطنهُ ... فانطلقتُ أنا وزوجينغدو نحو الغلام ، فوجدناه مُنتقِعَ الوجه مرتجفاً ... فالتزمَهُ زوجي ،وضممتُهُ إلى صدري ... وقلتُ له : مالكَ يا بُنيّ ؟!! . فقال : جاءني رجلانعليهما ثياب بيض فأضجعاني ، وشقّا بطني ، والتمسا شيئاً فيه ، لا أدري ما هوَ ؛ ثمّخلّياني ، ومضيا . فرجعنا بالغلام مضطربَينِ خائفينِ . فلمّا بلغنا خباءناالتفت إليّ زوجي وعيناه تدمعانِ ، ثمّ قال : إنّي لأخشى أن يكون هذا الغلام المباركقد أصيب بأمر لا قِبَلَ لنا بِرَدّه ... فألحقيهِ بأهلهِ ، فإنّهم أقدر منّا علىذلك . *** فاحتملنا الغلام ومضينا به حتّى بلغنا مكّة ، ودخلنا بيت أمّه ،فلمّا رأتنا حدّقت في وجه ولدها ، ثمّ بادرتني قائلةً : ما أقدمَكِ بمحمد يا حليمةوقد كنتِ حريصةً عليه ؟! ... شديدةَ الرغبة في مُكثه عِندكِ !! . فقلت : لقدقوِي عودُهُ ... واكتملت فتوّته ... وقضيتُ الذي عليّ نحوهُ ، وتخوّفتُ عليه مِنالأحداثِ ؛ فأدّيتُهُ إليكِ ... فقالت : اصدقيني الخبر فما أنت بالتي ترغبُ عنالصبيّ لهذا الذي ذكرتِهِ ... ثمّ ما زالت تُلحّ عليّ ولم تدعنِي حتّى أخبرتها لماوقع له ، فهدأت ثمّ قالت : وهل تخوّفتِ عليه الشيطان يا حليمة ؟ . فقلتُ : نعم . فقالت : كلا ، واللهِ ما للشيطانِ عليه من سبيل ... وإنّ لابني لشأناً ... فهلأخبِركِ خبرهُ ؟ . فقلتُ : بلى ... قالت : رأيتُ ـ حين حملتُ به ـ أنّه خرجَمنّي نورٌ أضاء لي قصور ((بُصرى)) من أرض الشام ... ثمّ إنّي حين ولدتُهُ نزلواضِعاً يديه على الأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء ... ثمّ قالت : دعيهِ عنكِ ،وانطلقي راشِدةً ... وجُزيتِ عنّا وعنهُ خيراً . فمضيتُ أنا وزوجي محزونينأشدّ الحزن على فِراقِهِ ... ولم يكن غلامنا بأقلّ منّا حُزناً عليه ، وأسىً ولوعةًعلى فِراقه . *** وبعدُ ... فلقد عاشت حليمة السّعديّة حتى بلغت من الكِبرِعِتيّاً ـ أي: جاوزت حداً كبيراً من العمر ـ ... ثمّ رأت الطفل اليتيم الذيأرضعته ، قد غدا للعربِ سيّداً ... وللإنسانيّةِ مُرشِداً ... وللبشريّة نبيّاً ... ولقد وفدت عليه بعد أن آمنت به وصدّقت بالكتاب الذي أُنزِل عليه ... فما إن رآهاحتّى استطار بها سروراً ، وطفِقَ يقولُ : أُمّي ... أُمّي . ثمّ خلعلها رِداءهُ ، وَبَسَطَهُ تَحتها ، وأكرم وِفادتها أبلغَ الإكرام وعيونُ الصّحابةتنظر إليهِ وإليها في غِبطةٍ وإجلالٍ ... ***
صلوات اللهِ وسلامهُ علىمحمد البَرِّ الوفيِّ ... صاحبِ الخُلُقِ الكريمِ ... ورِضوانُ اللهِ علىالسيدةِ حليمةَ السّعدِيّةِ ... ظئرِِ النّبيّ العظيم صلى الله عليه وسلم. ـ ظئر: المرضعة غير الأم ـ . ودائمـــاً و أبــــــدا مع أرق تحياتى محمد رفاعى | |
|
الخنساء م.
عدد المساهمات : 578 نقاط : 843 تاريخ التسجيل : 28/06/2009 الاوسمة :
اضافات الساعة:
| |
samiritta ذ
عدد المساهمات : 996 نقاط : 1631 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: رد: شخصيات إسلاميه : حليمة السعدية الأربعاء مايو 26, 2010 12:23 am | |
| | |
|
ابوغاده م.ع
عدد المساهمات : 1796 نقاط : 2470 تاريخ التسجيل : 26/08/2009 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: رد: شخصيات إسلاميه : حليمة السعدية السبت مايو 29, 2010 7:54 pm | |
| السلام عليكم بارك الله فيك اخ محمد وجعله فى مزان حسناتك واتمن منكى المزيد
| |
|