السلام عليكم
اخونى الاعزاء اعضاء المنتدى
اخواتى عضةات المنتدى
اعجبنى جدا هذا الموضوع
فاحببت ان تقرئوه فنقلته لكم
بقلم: فضيلة الشيخ محمد عبدالله الخطيب*المرأة بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام |
فضلية الشيخ محمد عبدالله الخطيب |
الحمد لله رب العالمين، والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..فإنَّ أعظم القضايا التي تشغل الأمم على مدار التاريخ هي قضية المرأة، وكلما حاول البعض أن يعالجوها بعيدًا عن هدى الله، ازداد التخبط ولم يهتدوا إلى الصواب؛ لأنهم لم يأتوا البيوت من أبوابها، وكانت المرأة هي الضحية في تلك الحلول والمعالجات. لقد كانت ثمار العلاج المخالف للفطرة ولشرع الله نتائج مرة أدَّت في الغرب إلى تفكك العائلة، وشيوع الفاحشة، وظهور العلل والأمراض، ولقد ضجَّ الكُتَّاب عندهم من المصير الذي ينتظر المرأة إذا استمرَّ الأمرُ على ما هو عليه من التردي والانحدار، ولكنَّ القومَ في الغرب وصلوا إلى القاع، وألفوا الفواحش، ولم تعد لديهم قدرةٌ أو استعدادٌ لأن ينهضوا من التيه الذي وقعوا فيه. هذا ما حدث في بلاد الغرب، أما عندنا في بلاد الإسلام، فإنَّ الأمر لم يصل إلى هذا المستوى، إلا أنَّ البعضَ القليلَ ممن برعوا في الكيدِ والمكرِ والخداعِ وإثارةِ الغرائز يلحون على المرأة أن تقلد الضائعاتِ في الغرب، وتترَّسُوا تحت عنوان (الدفاع عن حقوق المرأة الغائبة أو الضائعة أو حريتها المسلوبة) والإيحاء إليها أن تتساوى بالرجل في كل شيء، من حرية الرواح والمجئ، والعمل والسلوك، والخروج من سجن البيت وقيوده، والسفر بغير محرم، ولقد بدأت بعضُ البيوت المسلمات تنذر بالسقوط، فلا نكون مبالغين إذا قلنا إنَّ الخطر يزحف إلينا زحفًا شديدًا، وموجة التحلل والفساد والخداع للمرأة تزداد عنفًا، وغفلة المسلمين عن مواجهة الخطر أصبحت تُشكِّل عقبةً في الطريق، وقلة الغيرة على الحرمات وحب التقليد فيما يجري عند الغرب تكتسح أمامها كل شيء، وقضية المرأة عالجها الإسلام من جميع جوانبها، وعلاج الحق تبارك وتعالى، هو كل شيء ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (الملك: 14). وقد وضَّح لنا القرآنُ والسنةُ النبوية بما ربَّى عليه المرأة، وما أعطاها من حقوق، وما فرض عليها من فرائض وواجبات، هي في مصلحتها وسعادتها واستقرارها، وما ألزمها به وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا﴾ (الأحزاب: 36). إنَّ المطلوب من المسلمة اليوم وغدًا وإلى ما شاء الله أن تعرف أحكام دينها، فإذا عرفت وتفقهت في دينها، فقد وجب عليها العملُ ما علمت والدعوة بأدب الإسلام إليه.
|
الحجاب قبل الحساب |
</TR>
التبرج وحكم الشريعة ونظرة فقهاء الإسلام إليه: غريزة التبرج وإظهار الزينة من أشد الفتن، المحببة إلى قلب المرأة، لا فرقَ بين عروسة أو غير عروسة، وقد عبَّر القرآن عن هذه الحالة بقوله تعالى: ﴿وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ (الأحزاب: من الآية 33).
فكل زينة وكل عمل تنوي به المرأة أو تقصد به أن تحلو في عيون الأجانب يُطلق عليه هذا التعبير القرآني "تبرج الجاهلية"، وحتى ملابس المرأة التي تستتر بها إذا اختارتها من الألوان البرَّاقة، الملفتة للنظر، وكان القصد والهدف من ارتدائها أن تحلو في أعين الناظرين، فهو أيضًا من أنواع التبرج.
تعريفه: هو إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال، قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ (الأحزاب: من الآية 33)، ومعنى هذا أنَّ الأصل للمرأة البيت، وهذا لا يمنع من الخروج لهدفٍ مشروع.
أقوال العلماء:
1- قال مجاهد: "كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية" (تفسير ابن كثير).
2- وقال مقاتل بن حيان: "التبرج أنها تُلقي الخمارَ على رأسها، ولا تشده حتى يواري قلائدها وقرطها وعنقها؛ ولذلك يبدو كل ذلك منها" (ابن كثير).
3- ويقول قتادة: ﴿بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ كانت لهنَّ مشية تكسر فنهاهن الله- عزَّ وجل- عن ذلك" (أحكام القرآن للجصاص).
4- وقالوا: "التبرج إظهار المحاسن للرجال" (تفسير الألوسي).
5- "التبرج أن تُبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ما يجب عليها ستره" (المرجع السابق).
6- قال أبو عبيدة: "أن تُخرج من محاسنها ما تستدعي به شهوة الرجال"، فذلك هو التبرج (المرجع السابق)، ومعنى الجاهلية الأولى القديمة التي يُقال لها الجاهلية الجهلاء، وهي الزمن الذي وُلد فيه إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل هي ما بين آدم ونوح، وقيل إنها جاهلية واحدة، وهي قبل الإسلام، ووصفت بالأولى لأنها صفتها التي ليس لها وصف سواها، وقيل هي ما كانت عليه النساء قبل الإسلام من إظهار ما لا يجوز إظهاره.
المحرم من التبرج:
هو ما كان خارج البيت؛ أي إذا خرجت المرأة من بيتها متبرجة فقد فعلت التبرج المحرم، يقدم الإمام القرطبي في معنى الآية: "فليلتزمن البيوت، فإن مست الحاجة إلى الخروج فليكن على التبذل- ترك الزينة الظاهرة- وتستر تام" (أحكام القرآن للجصاص)، وفي هذا جاء الحديث، وليخرجن تفلات يعني من غير زينة، وجاء في الحديث أيضًا "مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نورَ لها" (جامع الترمذي، والرافلة هي التي تتبختر في ثياب الزينة، بين مَن يحرم نظره إليها).
أما المرأة التي تتزين لزوجها في بيتها ولم تخرج منه وأظهرت زينتها ومحاسنها لزوجها فلا جناحَ عليها؛ لأنَّ الممنوعَ هو ما كان خارج البيت.
|
الحجاب فريضة مثل الصلاة |
</TR>