- حدِّد هدفك أولاً.. ثم برمج عقلك إيجابيًّا لتحقيقه- استغلال الحواس الخمس أقصر الطرق للإبداع- الدروس الخصوصية تدمِّر الثقة بالنفس تحقيق: هبة عبد الحفيظالتفوق هو الغاية التي يسعى الطلاب في شتي المراحل التعليمية إلى بلوغها مع بداية العام الدراسي؛ من أجل تحقيق أحلامهم المختلفة.
وفي الوقت الذي يتمكن فيه البعض من إنجاز هذا الهدف فإن آخرين لا يستطيعون الوصول إليه، والسبب أشياء بسيطة يمكن إذا تمكَّنوا من تجاوزها مستقبلاً أن يكونوا في مقدمة المتفوقين.
وطبقًا لخبراء التربية فإن التخطيط وتنظيم الوقت من أفضل الوسائل المعينة للشباب على إنجاز أهدافهم الدراسية، وفي السطور التالية نُقَدِّم "روشتة" لأهم الأساليب التي تقود للإنجاز التعليمي:
خبيرة التنمية البشرية ابتسام ربيع تقدَّم عدة نصائح للطلاب؛ حتى يكونوا أكثر إنجازًا وتفوقًا، فتقول: إنه يجب في البداية تحديد الهدف من الدارسة؛ بحيث يكون واضحًا ومركَّزًا وواقعيًّا، كما أن عليهم أيضًا وضع خطة لتنفيذه يتمُّ خلالها اختيار الوسائل التي تتناسب مع قدرات كل شاب بشرط أن تكون متاحة له وقريبة منه.
وتدعو كل طالب إلى أن يبرمج عقله بطريقة إيجابية، يوجه فيها لنفسه رسائل مثل: (أنا أستطيع- لدي قدرات هائلة- سأتفوق هذا العام)، ويمنع تمامًا الألفاظ المحبطة والسلبية، كما أن عليه استخدام الخريطة الذهنية، وهي من أبرع وأنجح الوسائل الحديثة في المذاكرة، وذلك بأن يقوم بتلخيص الدرس أو الفصل كاملاً في صفحة واحدة، معنونة خالية من التفاصيل، ومصحوبة بالصور أو الأشكال الهندسية، فالمخ يتذكر بهذه الطريقة بشكل أسرع من الكلمات.
وتشير إلى أن على الطالب أن يتذكر دائمًا حقيقة أن المخ يحتوي على 200 مليون خلية عصبية تحفظ أكثر من مليون معلومة في الثانية الواحدة، إلا أننا لا نستغل منها سوى 10% فقط، لذا كن طموحًا وبارعًا في استغلال قدراتك وأهتم بالكتاب المدرسي ولا تتركه فالامتحان لا يخرج عنه.
إلى الأمهات والآباءوتُحَمِّل الآباء والأمهات جزءًا من المسئولية قائلةً: أن عليهما أن يتسما بسعة الأفق، والنظرة الشاملة لمعني النجاح، وأنه ليس الإنجاز الأكاديمي أو الدراسي فقط بل يشمل كل جوانب ومجالات الحياة الواسعة، وهذا أمر يفترض أن نراعيه مع أولادنا حتى لا يصابوا بالإحباط إذا ما كان مستواهم الأكاديمي متوسط أو ضعيف، ولنبحث في جوانب أخرى متميزة لديهم، ونعززها بقدر المستطاع.
وتشير إلى أن خطأ الاهتمام بالنواحي الأكاديمية والعلمية فقط مع إهمال الأمور الأخرى قد يؤدي إلى وجود المهندس والطبيب والعالم الذي لم يرتق بعلمه بسبب عدم تحصينه بالدين والأخلاق؛ ما يقوده إلى الإفساد وليس الإصلاح.
وتشدد على أن الأسرة يجب أن تقوم بالتركيز على المجهود وليس النتيجة، فإذا كان الطالب لا يقوم بدوره فالمطلوب منا أن نساعده أما إذا كان يبذل قصارى ما لديه ولكنه غير موفق فلن يجدي معه اللوم والتعنيف الذي قد يأتي بنتائج.
وتؤكد أن الوالدين يمكن أن يساعدوا أبناءهم على استخدام مهارة التجزئة خلال المذاكرة، فيتم تقسيم الدرس الواحد إلى جزئين، ونقوم بتحفيز الطالب على إنجاز الأول يليه الثاني وهذه الطريقة تقلل من عبء المذاكرة، وتعطي فاصلاً ليستريح الابن قليلاً، كما تعطيه الثقة في قدراته، وفي الوقت نفسه عليهما أن يقوما بتذكيره بتجارب النجاح السابقة، فهذا من أفضل الوسائل لمساعدته على تجاوز عوامل الإحباط.
وترى أن استخدام التحفيز والتعزيز وسائل رائعة تعين الطلاب على المضي قُدمًا في طريق التفوق فنقوم بإعطائهم مكافأة أو جائزة إذا ما حققوا شيئًا في خطتهم، كما نتفق معهم على وسيلة عقاب يختارونها إذا ما حدث تقصير متعمد، على أن الأمر مناسب للمرحلة العمرية للأبناء.
أفكار مبتكرةوتقول الاستشارية الاجتماعية مرفت محمد: إن من أكثر الأخطاء شيوعًا قيام الطالب بتشتيت ذهنه بأكثر من تكليف مثل واجب المدرسة ثم الكتاب الخارجي، وملخصات الدروس الخصوصية وواجباتها، وتضيف أن الحل في أن يكون هناك جدول محدد للمذاكرة، وإذا قام الطالب بعمل ذلك فقط بتركيز ستكون النتيجة مبهرة، ويجب تذكر أن معظم الأوائل اعتمدوا على هذه الطريقة.
وتلفت لأهمية الجلسة الصحيحة خلال المذاكرة، بأن يجعل الطالب جذعه معتدلاً خلال جلوسه على المكتب مع تجنب الانحناء إلى الأمام ومراعاة وجود مسافة بين العين والكتاب لا تقل عن 30 سنتيمتر، وأن تكون الحجرة جيدة الإضاءة وخالية من المشتتات كالتليفزيون والكمبيوتر والكاسيت.
وتنصح بتجنب التفكير في أمور أخرى أثناء المذاكرة، وذلك بأن يقوم الطالب بكتابة كل ما يجول بخاطره ثم يفكر فيه بعد انتهائه من دروسه المختلفة، وعليه أيضًا أن يتجنب مضيعات الوقت، مثل الصحبة الغير نافعة، والإسراف في النوم أو التلفزيون، والإنترنت، وكثرة الخروج من المنزل.
لا للدروس الخصوصيةوتحث الوالدين على الاهتمام بالطالب المتفوق، وعدم إعطائه دروسًا خصوصية ظنًّا منهم أن ذلك يزيد من تحصيله، فالعكس هو الذي يحدث؛ حيث يمكن أن يهتز نفسيًّا ويتوهم أن قدراته ليست وحدها السبب فيما وصل إليه، كما يجب عليهم التركيز على الجانب التربوي وعدم الاقتصار على الناحية المعرفية فقط.
ومن جانبها، تؤكد سعاد الديب رئيسة الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك أهمية الاهتمام بالتغذية، باعتبارها أحد المداخل الرئيسية للتفوق، وترى أن هناك عددًا من النصائح الأساسية التي يجب الالتزام بها وهي:
1- الاهتمام بأن تكون الوجبات الغذائية متوازنة، وذلك بأن تحتوي على (الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهنيات، والفيتامينات، والأملاح المعدنية، والألياف) وهذا بالطبع لن يكون في وجبة واحدة، ولكن يمكن توزيعه على مدار اليوم بأكمله.
2- تناول الطلاب نسب محددة من الخبز، والحبوب، والفواكه، والخضراوات، والحليب؛ للحصول على مزيد من التركيز والطاقة.
3- تقسيم الغذاء على خمس وجبات يوميًّا بنسب معقولة، حتى لا يصابوا بالسمنة، وتكون كالتالي وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة، وهي لا غنى عنها، فبدونها يقل التركيز والقدرة على الاستيعاب ثم وجبة خفيفة في الساعة التاسعة أو العاشرة أثناء الفسحة بين الحصص، ووجبة الغداء بعد الرجوع للمنزل، ووجبة خفيفة بعد العصر إلى قبل المغرب، ووجبة العشاء وتكون قبل النوم بفترة لا تقل عن ساعة.
4- تناول كميات كافية من السوائل وخصوصًا الماء، وهو أساسي لجسم الإنسان وعقله، وبه يزيد التركيز وتعمل أجهزة الجسم بكفاءة.
5- تجنب الطعام الجاهز لعدم ضمان جودته، ولانتشار الأمراض في هذه الأيام، ولاحتوائه على المواد الحافظة التي تمثل خطورة على الصحة العامة.
وتطالب د. أميرة بدران استشاري الإرشاد النفسي الأم بأن تستغل إمكانيات ابنها، وتفجر لديه طاقاته الذهنية والإبداعية كي يتفوق في التعليم، وذلك عن طريق استخدام حواسه الخمس مع ربط الدراسة بالأمور الحياتية.
وتشدد على أهمية النشاط الرياضي خاصة لأطفال المراحل الأولى؛ لتفريغ الطاقة الحركية لديهم في شيء مفيد.
وتوضح أن التعامل مع المراهق يختلف عن الطفل وعلى الأباء تفهم ذلك جيدًا، خاصة أن الشاب عند البلوغ يحتاج لعدد ساعات نوم أكثر من غيره، وهذا لا يعني أنه مهمل لذا لا بد أن تتفهم الأسرة هذا الأمر.
وتنصح بأن يسود جو من التعاون داخل الأسرة، وذلك بمشاركة الأم والأب لأبنائهم في وضع خطة للمذاكرة من خلال أسلوب المناقشة المحبب لدى المراهق، موصية الطلاب والطالبات بألا يتنازلوا في خطتهم عن وقت للمذاكرة وأخر للترفية والعبادة والاسترخاء، والنوم والجلوس مع أقرانهم.
وتشير إلى أن من أهم المشاكل التي تُوَاجَه الإحباط، والذي قد يصل في بعض الحالات إلى الانتحار، مطالبة الطلاب بعدم مقارنة أنفسهم بالآخرين، والتفكير في الإنجازات السابقة والنجاحات التي حققوها.
وتحذِّر من التعميم والرسائل السلبية التي يعيشها المراهق؛ لأن هذا تفكير خاطئ، مع الحرص على ممارسة الرياضة والهواية المفضلة أثناء الدراسة؛ لأن ذلك احتياج مهم للمراهق في هذا السن.
وتنصح الطلاب بالتخلص من القلق الذي دائمًا ما يصاحبهم أثناء المذاكرة والامتحانات، كالخوف من النسيان أو الرهبة من الامتحان وغيرها، وذلك عن طريق الحوار الهادئ مع النفس، يكون هدفه الطمأنة، وإعادة الثقة، وذلك بعبارات إيجابية تشجيعية.
وكذلك المراجعة باستمرار لافتة إلى إحصائية مفادها أن قراءة الدرس مرة واحدة تذكر 50% منه، ومراجعته بعدها بأسبوعين تذكر 70%، وإذا راجعه الطالب ثلاث مرات سيتذكر 85%، ثم إذا تمت مراجعته قبل الامتحان مرتين سيتذكره بنسبة100%، كثرة المراجعة تزيد الاستيعاب وتذهب القلق.
وتؤكد د. زينب الأشوح أستاذ الاقتصاد بكلية البنات جامعة الأزهر أن المشاكل الاقتصادية الحالية التي يعيشها المجتمع المصري لا يجب أن تكون حائلاً دون تفوق الطلاب، وتضيف أن حل المشاكل المالية للأسرة تبدأ من رفض القروض والديون التي يتم اللجوء إليها لحلِّ المشاكل، وتقول: (على قد لحافك مد رجليك)، مشيرة إلى أن هناك كماليات على المرء الاستغناء عنها في سبيل توفير الأساسيات.
وتقترح أن يقوم الجيران بتبادل الكتب من بعضهم حتى لا يضطروا إلى شرائها، وكذلك عمل معارض للملابس المستعملة للطلبة والطالبات، وتستشهد بموقف حدث لها عندما كانت بإحدى الدول الأوروبية؛ حيث وجدت أن المجتمع البريطاني يشهد إقبالاً كبيرًا على مثل هذه النوعية من الملابس.
وتضيف: على الزوجة أن تبحث عن الأماكن التي تبيع السلع التي يحتاجها أبناؤها بأسعار أقل، وأن تشتري مستلزماتها بالجملة؛ للتخفيف من العبء المادي، معترضة على عدم وجود ردِّ فعل من الأسر المصرية أمام الغلاء الكبير الذي تشهده مصر اليوم.
وتطالب الأسرة بالتعامل مع المناسبات بطريقة صحيحة وعلى قدرها، وذلك لترشيد الإنفاق، وتدعو إلى عدم التقيد بالمظاهر والشكليات التي تقف خلف جزء كبير من مشاكلنا اليوم.
