قال لي:لا تأتنا قبل أن تعطنا ..الزيارة الثانية
رجعت من الزيارة الاولي .ولأول مرة في حياتي .أظل شاردا مفكرا ...وكأني اكتشفت أن هناك عقل موجود .
أخذت أقلب الأمور جيدا حتي توصلت الي بعض النتائج.وبعض الأخطاء التي صدرت مني.مر علي أكثر من أسبوع وكل ما يشغلني .كيف أثبت له أنني استوعبت ماقال ...
اليوم سأذهب اليه نعم .فأنا الان استوعبت ما قاله .وسأثبت له أننا نحن معشر الشباب .قادرون علي أن نغير أخطائنا .ونصلح ما كان منا .ألسنا نحن المستقبل وهم الماضي؟؟؟
عند هذه النقطة بالذات شعرت بقوة معنوية .كانت ذادي خلال طريقي اليه .
توقفت أمام باب داره وشعوري هذه المرة مختلف عن ذي قبل .فلست خائفا ولا مستغربا منه بشيء .طرقت الباب بثبات .ففتح كعادته بصريره المزعج.
لم أبالي ..تقدمت داخل الكوخ .ثم أخذت أنادي عليه ولا من مجيب ..حتي وجدت ورقة مكتوب فيها ....
كنت أعلم أنك ستأتينا .أمامك بابين .باب كبير واخر صغير .فاختر ما شئت .ستجدنا خلفه .
نظرت في الكوخ فوجدت فعلا بابين .باب كبير واخر صغير .وقفت متحيرا فأي البابين أفتح؟؟
حتي استقر رأيي علي الدخول من الباب الكبير .
فتحت الباب ببطء ولم أسمع له صريرا .عبرت الباب فاذا بي أرى حديقة غناء مليئة بشتي الثمار والفاكهة .فقلت ماشاء الله لا قوة الا بالله .ما هذا الجمال والروعة؟؟
وبعد ان هدأت دهشتي أخذت أبحث عن صاحبي أين هو ؟
فاذا بي أراه يقوم ببعض أعمال التنظيف .لبعض الزرع .ولم أرى منه سوي عصا رفعها عاليا ليعلمني بمكانه .
أخذت أبحث عن طريق أذهب من خلاله اليه .فمعظم الطريق كان مليئا بأماكن رخوة نتجت عن عملية الري .فكان من العسير المرور خلالها .فحاولت جاهدا حتي وصلت اليه .
قلت السلام عليكم
فأجاب بابتسامة عذبة صافية
وعليكم السلام
كنت أعلم أنك سوف تأتي كيف حالك ؟
فأجبت الحمد لله رب العالمين
قال..أرى أنك تغيرت شيئا يسيرا ....
قلت ...المهم أني أحاول عسى...
فتبسم ضاحكا من قولي .ثم قال هه وماذا تعمل ؟؟
قلت..أبحث
عندها تغيرت ملامحه وضاعت ابتسامته.صمت قليلا .
ثم رفع عصاه .فخفت أن ينزل بها علي رأسي .ولكنه أمسكها بيده .
ثم أخذ يقلبها قليلا ثم قال لي الرجل
..هل تري هذه النخلة ؟؟
قلت ..أي
قال ..هذه هناك المثمرة ألا تراها ؟؟
أخذت أدقق قليلا .ثم قلت له البعيدة هذه ..
قال نعم ..
قلت ..أراها
وضع العصا علي صدري ثم قال .اذهب واتنا ببعض ثمارها ...
قلت أنا ..؟؟
قال ..بضيق نعم ألست شابا فتيا ؟
قلت..بلي
قال..اذهب ولا تجادلني ..
أخذت أبحث من جديد عن طريق حتي أعياني التفكير .وعانيت أيما معاناه .في الوصول الي تلك النخلة .
ثم أحضرت منها بعض التمر .ثم بدأت مرحلة العودة المضنية حتي أن ثيابي البيضاء اتسخت وكنت في حالة مزرية .
وجدته جالسا تحت ظل شجرة ..
قلت ..هاك التمر
قال...خذه لك (ولا تأتينا قبل أن تعطينا )(لا تأتينا قبل أن تعطينا)
ذهبت من جديد في رحلة البحث عن مغزي كلمات الرجل .ولو استوضخته لن يوضح لي ..
أخذت التمرات قلت أتذوق طعمها ..فما أكلت في حياتي ألذ من تلك التمرات .ولكن بقي أن أعرف ماذا كان يقصد ؟؟؟
أخوكم اكل التمرات