كما توجد «صائدة الرجال» هناك أيضاً «صائد النساء» نعم هذا النوع من الرجال موجود بكثرة في مجتمعنا الآن.
*********
أما عن مواصفات «صائد النساء» فهو فنان بارع
يجيد العزف علي أوتار قلوب النساء.. كلامه معسول.. ساحر.. يستخدم نفس
الأسطوانة المشروخة مع كل امرأة تعجبه وينوي إلقاء شباكه عليها.. إذا كان
عازباً فهو يختار فريسته بعناية ثرية ليتمتع بفلوسها.. ذات سلطة أو نفوذ
ليستفيد.. أما إذا كان صيادنا متزوجاً فهو يفضل المتزوجة مثله كي لا تطلب
منه الزواج.. وليضمن سرية العلاقة لأنها متزوجة مثله فهي لن تفضحه ولن
تفضح نفسها. صيادنا كلامه معروف ومحفوظ عن ظهر قلب تكشفه المرأة الذكية..
ذات الخبرة الواسعة في الحياة.. أما الساذجة الطيبة فهي تقع في مصيدته
بسرعة وبسهولة.
**********
صيادنا يردد نفس الكلام لكل امرأة تعجبه: أنت
أجمل امرأة رأيتها.. تعجبني أناقتك.. أنت النموذج المتكامل والرقة والجمال
والثقافة.. بارتاح قوي معاكي.. حاسس كأنني أعرفك من زمان.. عقلك بيعجبني
جداً.. وإذا كان متزوجاً فدائماً نفس الشكوي من زوجته: مراتي نكدية..
قاسية.. منشغلة دائماً عني بعملها.. وبأولادها.. هي في وادي وأنا في
وادي.. لا تشاركني أحلامي أو هواياتي.. لا تستمع لي.. مش مرتاح معاها..
باردة جنسياً.. يعني باختصار يظهرها في صورة شيطان وهو ياحرام الضحية اللي
عايش مع عزرائيل!!
**********
صيادنا مخادع.. يكذب دائماً.. ويكون في معظم
الأحوال علي علاقة مع أكثر من امرأة في وقت واحد!! ولكنه محترف.. مراوغ..
حذر للغاية ولا تكشفه أبداً سوي المرأة الذكية المجربة!! صيادنا يسأل
ويسأل ويعرف مشاكل فريسته مع زوجها ويعوضها عنها لو اشتكت أن زوجها لا
يستمع إليها يعطيها هو أذنه ويسمعها بالساعات.. لو شكت إهمال زوجها لها
يغرقها في بحر الاهتمام.
************
ولو قالت عايزة حنان يغرقها في بحر من الحنان..
ولو قالت لا يسمعني كلمة حلوة.. يمطرها هو بأحلي كلام قيل في الحب وعن
الحب!! يقول لها الشعر.. يهديها أجمل الأغاني الرومانسية.. باختصار يعمل
ما لا يعمل كي ينسيها اسمها ونفسها!!
***********
الصياد المبتدئ يطوف شواطئ البحار باحثاً عن المحار فإذا عثر علي صدفة قام بفتحها عنوة كي يستخرج منها لؤلؤة يحتفظ بها لفترة ويرميها لصياد ثان.
***********
أما صيادنا هنا فهو محترف ويدرك أن اللآلئ تكبر
وتزداد قيمتها كلما تركت.. صيادنا صبور جداً لا يتعجل نضج اللؤلؤة.. لا
يخنق الوقت.. بل يترك الأمور تأخذ مجراها و«يسويها» علي نار هادئة.. فإذا
عثر علي لؤلؤة تعجبه لا يفتحها رغما عنها.. بل يلقيها في البحر ثانية
ويتابع نموها ولما يحين أوان نضجها تتفتح الصدفة من تلقاء نفسها بكامل
حريتها وإرادتها.. وتظهر بأبهي صورتها فيحصل عليها صيادنا ولو بعد طول
انتظار!!
*************
خططه طويلة الأمد.. ولكنها غالباً تكون محكمة
وأبداً لا تخيب!! فإذا كانت فريسته محرومة عاطفياً.. جنسياً أو مادياً
فإنها تكون صيداً سهلاً جداً بالنسبة له!! وغالباً هو يضع عينيه علي واحدة
من هؤلاء!!
*************
هذه قصة زوجة كانت فريسة لصياد تنطبق عليه معظم الصفات التي ذكرتها وكتبت تقول:
أنا زوجة منذ 10 سنوات وأم لطفلين وغير سعيدة علي الإطلاق في حياتي
الزوجية ومحرومة من حاجات كثيرة ولكني كنت أعوض هذا الحرمان بانشغالي
بأطفالي وعملي.
تعرفت منذ فترة بزميل لي في العمل متزوج حديثاً ولم ينجب بعد.. وشيئاً
فشيئاً تقربنا من بعض أكثر وبدأ يشكو لي من زوجته ويقول إنها قاسية،
ومدللة أكثر من اللازم، ولا يشعر بحبها له ودائما تغضب وتترك له البيت
وتذهب لأهلها، كانت عيناه تدمعان عندما كان يحكي لي مشاكله معها.. فشعرت
وقتها كم هو قريب لي ويخصني لوحدي بما لا يمكن أن يحكيه إلي المقربين منه
وشعرت كم هو حساس ولا يخجل من أن يضعف أمامي!!
بدأت أحكي له أيضاً كم أنا معذبة وغير سعيدة مع زوجي وبأنني محرومة من
حاجات كثيرة.. وبدأ زميلي يعوضني عن كل ما كان ينقصني مع زوجي!! كم كان
يفعل معي الكثير من اللفتات الرومانسية وكلمات الحب الجميلة ويقول لي كم
أنا رقيقة وجميلة وأنه لم يعرف في حياته أبداً امرأة بمثل هذا النقاء
والبراءة!! وقال لي إنه يجب أن نجد حلاً حتي نتزوج لأنه لا يحب الحرام
وأنه سيخبر زوجته لتختار إما البقاء معه أو الرحيل!!
أعلم أني مخطئة إلي أقصي درجة أنا نفسي أري ذلك، ولكني أقسم أنه كان غصباً
عني لقد أهلني للدخول في هذه القصة معه قبلها بكثير.. ظل يرسم لنفسه صورة
مثالية ملائكية حتي أصبحت أراه توأم روحي وقلت لو تزوجنا فلن يهمني أي
شيء أو أي أحد في الدنيا!!
ثم طلب مني أن أبدأ في مواجهة زوجي كي أحصل علي الطلاق.. وفعلت ذلك
بالفعل.. وليتني ما فعلت!! لأنه بعدها مباشرة بدأ يظهر علي حقيقته وظهر لي
علي النقيض تماماً: منتهي القسوة والعنف معي، بدأ يتهرب من الرد علي
مكالماتي، بدأ يظهر في حياته فتيات لا محل لهن من الإعراب، وعندما كنت
أواجهه بهذا التغيير يقسو علي جداً في الرد ثم يقول لي أحبك ولن أتركك
ولكني مشغول شوية اليومين دول!! ثم ترجع ريما لعادتها القديمة قسوة وعنف
والكثير من الكذب والمراوغة وعدم الرد علي الموبايل.. لجأت للمهدئات ولكن
لا فائدة.. أصبح يتهمني أني شكاكة ولست سوية نفسياً!!
إلي أن جاء يوم يخبرني أن زوجته علمت بعلاقتنا من رسائل الموبايل وبصراحة
لم أصدقه لأول وهلة، لأنه كان كثير الكذب في هذه الأيام وخصوصاً كان دائما
يقول لي إن زوجته عند أهلها وأغلب الوقت لا تقيم معه في البيت وأنهما شبه
منفصلين (طبعاً اكتشفت أن كل ده كان كدب) وأنه كان يعيش معها عادي جداً!!
استجمعت قواي وحاولت أن أحافظ علي ما تبقي من كبريائي وقلت له كفي أنا لم آخذ منك سوي الألم والعذاب!!
وطبعا «ماصدق» واختفي من يومها من حياتي بعد ما دمرها!!
*************
؟ بالتأكيد هذه المرأة أخطأت ووقعت في براثن صياد ماهر
- من إياهم - وبكل سهولة بسبب حرمانها من أشياء كثيرة في حياتها الزوجية
وكان بالأولي أن تناقش هذه المشكلات مع زوجها وأبوعيالها.. لتتوصل لأي
حلول معه بدلاً من الجري وراء سراب وأوهام وخداع!!
**************
وأقول لها ولغيرها: سيدتي فكري جيداً ماذا يريد رجل من امرأة متزوجة سوي اللهو والعبث وأشياء أخري أنت وأنا نعرفها جيداً!!
***************
نصيحة: احذري هذا الصياد الماكر الذي لا يتقرب
لك إلا بعد أن يري ضعفك واحتياجك له وسيحاول بصورته الملائكية أن يعوضك
عنها، ولكنه ليس سوي شيطان وماكر وممثل ولن يكون وراءه سوي خراب البيوت!!
****************
بقلم
منى مكرم