لازلت أذكر يوم التحق أخي ذياد بالجندية
كم كان سعيدا أنه سيحمل البندقية
وكم حدثني عن حبه للجولان
حتي أصبحت لديه قضية
التحق ذياد في كتيبة الحرية
فأنتقل حماسه من سرية الي سرية
تدريب شاق في شمس محرقة
في صحراء مترامية الأطراف ومشاق
هي أقل ثمن للحرية
رأيت ذياد يوما في التلفازوكان لقاء
مع رجال الحرية -أقسم يومها ذياد
أننا نعد العدة والعتاد لتعود الجولان سورية
فصفقت له وعانقته عند عودته في اجازته الدورية
وسألت عن معنويات جندنا فقال اطمئن
يا أخي نحن بأفضل حالاتنا المعنوية
ودعته في ذاك اليوم وكررت علي مسامعه الوصية
لاتنس ياذياد أن الجولان سورية
لوح لي ذياد بيديه والسيارة تبتعد ولم
أري غير علامة النصر من يديه اجابة قوية
حتي يوما سمعنا فيه أزيز الطائرات
وقدوم الدبابات وكثير كثير من الطلقات المدوية
يلبسون زي كزي أخي ذياد ويحملون
بين أيديهم بنادق مثل تلك البندقية
ماالذي أتي بكم من هناك الي هنا ؟؟؟؟؟؟
ولمن تركتم الجولان يا اخوان وأين ذياد
أين ذياد أتراه في أي سرية ؟؟
ضغط الزناد فتناثرت الدماء الذكية
وصعدت الأرواح من الأشباح الي سماء سورية
ارتعدت فرائصنا جميعا وأصبحنا في حالة مزرية
ظللت أصرخ وانادي علي ذياد -----يا ذياد
أين أنت يا أخي ؟؟؟؟وأين البندقية ؟؟؟؟
لم يجاوبني سوي طلقات الرصاص وهدم المنازل بلا روية
ماذا صنعنا ياذياد ؟؟كي نقتل هكذا وبدون دية
حتي رأيت ذياد ----نعم انه ذياد يحمل البندقية
ماذا تصنع يا ذياد ؟؟هذا جارنا الذي تطلق عليه الرصاص
تمهل نحن لسنا في الجولان انما نحن في حي الشجاعية
لاتطلق النار يا ذياد ونحي البندقية
لاتقتل أهلك بسلاح مكتوب عليه صنع في سورية
لا تقتل اخوانك بسلاح نعده للقضية
اقتربت أكثر منه ويقتلني سؤال ؟؟
ماالذي غير مسار القضية ؟؟؟
صرخ الضابط بجوار ذياد اقتله اقتله بالبندقية
نظر لي ذياد وعينيه مليئة بالدمع وملطخة بدماء الضحية
صوب ذياد ناحيتي البندقية
قلت أتقتلني يا أخي ؟؟ أتقتلني ياابن أم ؟؟أتقتلني بالبندقية ؟؟
هيا اضغط علي الزناد يا أخي فما أسعدني أن أكون ضحية
ما أسعدني ان كنت شهيد يحلق في سماء الحرية
صمت ذياد والقائد يصرخ حتي اهتزت في يده البندقية
وضغط الزناد ---فوقع ذياد وهو مازال ممسكا بالبندقية
واعتصر الزناد ثانية فأردي قائده قتيلا وقليلا قليلا
بدأت أشعر أن روح ذياد تخرج -نظر الي ذياد نظرة
ثم نظر صوب البندقية ----
ورأيته يصنع علامة النصر بيده واليد الأخري تشير الي السماء
سقطت يدي ذياد وصمت لسانه -تساقطت دموعي
علي وجه ذياد وأنا أغمض عينيه
أخذت من جوارذياد البندقية وقبضت عليها قبضة قوية
وصرخت قائلا اليوم انا أحمل البندقية --------------------------------------عابر يبحث عن سبيل