بدأنا رحلة غرس الحروف فأصابت حرث قوم فأينعت .ووعت .ما
تحمله الحروف ...وان تباطأت أو كانت عابرة . الا أنها كانت في
بعض الأحيان مزهرة ,وأحيانا مثمرة تبحث خلف الحروف .
وعندما أصابت حرث قوم آخرين كانت مؤلمة .لا تنبت الا الشوك
الذي أدمي الحروف فقطرت دما . وتشوهت معالمها .وحوصرت
نبضاتها . ولما رأت الحروف النور لتترجم واقعا بعيدا عن
الحروف دافعت الحروف بكل ما تملك من بيان وغالي الأثمان حتي
لا يخنق صوتها ويضيع حقها بين حروف هدامة مبتورة مشوهة
رديئة ،تداعت الحروف وتكاثرة الظروف لخنق الحروف حرفا حرفا
وقتل الخير نفسا نفسا . فما عادت تجدي الحروف ما عادت تكتب
الحروف . ما عادت كما كانت حروف .
ان للحروف قوة طالما كانت قيد الحروف أما ان ترجمت للواقع
تناوشتها الحروف . وبما أن للحروف طاقة مهما كانت في البيان
براقة . لابد أن يصيبها الخور ويدب في بعض حروفها اليأس من
تحقيق غاية الحروف .
فلتصمت اليوم بعض الحروف . لا لا فلتصمت اليوم كل الحروف
ولنكتفي أن نقرأ الحروف . ولنكتفي أن نشاهد الحروف
فما أيسر المشاهدة . وما أشقي أن نصنع الحروف .
سلام عليكي أيتها الحروف
سلام عليكي ايتها الحروف
ولنعتذر بالنيابة عنك عمن أصابهم سهم الحروف
أو كان خلف الجرح حرفا من حروف
أو من كان يبحث عن حروف من حروف
سلام علي كل الحروف ----------------------سلام علي كل
الحروف ---------------------------------------
