ابوغاده م.ع
عدد المساهمات : 1796 نقاط : 2470 تاريخ التسجيل : 26/08/2009 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: تعريف الرجواله الجمعة مايو 28, 2010 9:00 pm | |
| السلام عليكم اخونى الاعزاء من اهم الصفات التى نحتجها فى حياتنا الرجوله فنقلت لكم هذا الموضوع المفسر والمشروح على اساس دينى لكى نعرف ما هى الرجوله يُعد خُلق الرجولة ومقوماته من أهم أسباب نهضة الأمة ورقيها وتحقيقها لأهدافها ومواجهاتها للتحديات التي تعترض طريقها، فكم نحن في حاجة إلى هذا الخُلق الكريم، خُلق الرجولة، لنتأسى به، ونعمل به، ونُربِّي أنفسنا عليه، والرجولة التي أعنيها: هي الخلق وليست النوع، فهي تعني الشجاعة والإقدام والمروءة والأمانة والوفاء والإخلاص وسلامة الصدر والإخاء والعلم وعلو الهمة والعقل... إلخ، ولا أعني بها الذكورة؛ وذلك لأن هذا الخلق ليس مقصورًا على الرجال الذكور دون غيرهم، فهو يشمل معهم أيضًا النساء والصبيان. إن العمل الإسلامي في أمسِّ الحاجة لهذا الخلق العظيم؛ لتحقيق أهدافه السامية التي لا تتحقق إلا بقوة الرجال الصادقين، وعزائم الرجال المخلصين... فالدعوات لا تقوم إلا على أكتاف وعزائم الرجال، ولا تقوم على الضعفاء والمترخصين. من هنا تَبْرُز أهمية هذا الخلق النبيل، وأهمية إثرائه في نفوس جميع عناصر العمل الإسلامي؛ من قيادة وجنود ومناهج تحثُّ على هذا الخلق، ففي تاريخنا الجميل نماذج مشرقة وفريدة لرجال ونساء من الصحابة ضربوا أروع الأمثلة في رجولتهم. يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب)، فهؤلاء الرجال هم الصنف الذي سيحمل أعباء العمل والدعوة إلى الله من غير كلل ولا ملل، وهذا الصنف هو الذي يجب أن نعمل جاهدين على إيجاده وإنشائه؛ لأنه الوقود الدافع للعمل ولأعبائه الجسيمة، ولأهدافه العظيمة. ولنا في موقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حينما رفض الدنيا بأسرها عندما جاءته صاغرة على يدِ عَمِّه، إذ عرضوا عليه أن يجعلوه رئيسًا عليهم، وجمعوا له من مالهم حتى يصير أغناهم، ويزوجوه أجمل بناتهم، فرفض المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم هذا كله في رجولة منقطعة النظير؛ ليُعطي لنا درسًا عظيمًا في ذلك، إن الأمر هنا لا يقبل لينًا ولا تميعًا؛ فإما إفراد الله بالعبادة أو إشراك أحد من عباده معه، فكان الرد الحاسم القاطع من النبي صلى الله عليه وسلم بالرفض. معنى الرجولة الرجل: قد يُطلق ويراد به الذكر: وهو ذلك النوع المقابل للأنثى، وعند إطلاق هذا الوصف لا يراد به المدح وإنما يراد به بيان النوع، كما قال تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ﴾ (النساء: من الآية 7). فالرجولة وصف اتفق العقلاء على مدحه والثناء عليه، ويكفيك إن كنت مادحًا أن تصف إنسانًا بالرجولة أو أن تنفيها عنه لتبلغ الغاية في الذمّ. وقد تُطلق الرجولة ويراد بها وصفًا زائدًا يستحق صاحبه المدح وهو ما نريده هنا.. فالرجولة بهذا المفهوم تعني القوة والمروءة والكمال، وكلما كملت صفات المرء استحق هذا الوصف (رجلاً)، وقد وصف الله بذلك الوصف أشرف الخلق فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ (يوسف: من الآية 109). والذي يتتبع معنى الرجولة في القرآن الكريم والسنة النبوية يعلم أن أعظم من تتحقق فيهم سمات الرجولة الحقة هم الذين يستضيئون بنور الإيمان، ويحققون عبادة الرحمن، ويلتزمون التقوى في صغير حياتهم وكبيرها. فهي صفة لهؤلاء الكبار الكرام الذين تحملوا أعباء الرسالة وقادوا الأمم إلى ربها، كما أنها صفة أهل الوفاء مع الله الذين باعوا نفوسهم لربهم ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب)، وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذكر والآخرة ﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)﴾ (النور) إنهم الأبرار الأطهار ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)﴾ (التوبة). وعليه، فليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما هي قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور، وتبعده عن سفاسفها، قوةٌ تجعله كبيرًا في صغره، غنيًّا في فقره، قويًّا في ضعفه، قوةٌ تجعله يعطي قبل أن يأخذ، وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه: يعرف واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته، ودينه، وأمته. إن الرجولة بإيجاز هي قوة الخُلُق وخُلُق القوة. الرجولة.. مقياس النهضة تقاس نهضة الأمم وتقدُمها ورقيها بمقدار تحقق خلق الرجولة فيها؛ فالأمة المجاهدة أو الناهضة.. وتريد أن تعيد مجدها وتبني حياتها المستقبلية على أساس متين يضمن للجيل الناشئ السعادة والرفاهية، وتعيد حقها المسلوب وغدها المغصوب، بحاجة إلى بناء النفوس وتشييد الأخلاق وطبع أبنائها وشبابها على خُلُق الرجولة؛ حتى يتغلبوا على ما يقف في طريقهم من عقبات، وما يعترضهم من صعاب، فالرجال سرُّ حياة الأمم، ومصدر نهضتها وعزتها وقوتها.. وتاريخ الأمم إنما هو تاريخ ما ظهر بها من الرجال. الأقوياء والمصلحون إن أصحاب النفوس الكبيرة والهمة العالية والأخلاق النبيلة هم الرجال الأقوياء الذين تُبعث بهم الأمة من مواتها وتنهض وترتقي، وهم فئة نادرة عبَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الحقيقة بقوله: "إنما الناس كالإبل لا تكاد تجد فيها راحلة" (رواه مسلم). الرجال.. أمنية الفاروق أدرك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الرجال سرُّ نهضة الأمة ومصدر قوتها، فكانت أمنيته وجود الرجال الأقوياء الأمناء. فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان جالسًا إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله. فقال عمر: تمنوا. فقال رجل: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة لؤلؤًا وزبرجدًا وجواهر أنفقه في سبيل الله عزَّ وجلَّ. فقال عمر: تمنوا. فقال أصحابه: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين. فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، أستعين بهم على إعلاء كلمة الله ونصرة دينه. وعندما أبطأ فتح مصر على عمرو بن العاص كتب إلى الفاروق عمر يطالبه بمدد من الجند، فأمده عمر بأربعة آلاف، وكتب إليه: "إني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل, رجل بألف رجل: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد، واعلم أن معك اثني عشر ألفًا ولا يُغلب اثنا عشر ألفًا من قلة". وقد كان جيل الصحابة قممًا ورجالاً بكلِّ ما تحمله الكلمة من معانٍ وهبوا أنفسهم لله غايتهم الأسمى رضوان الله، فكان الواحد منهم بألف ممن سواهم بل الواحد منهم أمة بمفرده، فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول "عن الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو ألف رجل" وفي رواية أخرى: لا يهزم جيش فيه القعقاع. الرجولة بين المظهر والمضمون إن الرجولة وصف يمس الروح والنفس والخلق أكثر مما يمس البدن والظاهر، فرب إنسان أوتي بسطة في الجسم وصحة في البدن ويتعامل مع المواقف والأحداث بخور وجبن، ورب عبد معوق الجسد قعيد البدن وهو مع ذلك يعيش بهمة الرجال، فالرجولة مضمون قبل أن تكون مظهرًا. أمثلة قرآنية: ضرب القرآن الكريم لنا أمثلةً حيةً وعمليةً للرجولة في أجلى صورها، وذلك في قصة مؤمن آل فرعون ومؤمن آل ياسين، وأوضح أن الرجل الواحد قد ينقذ الموقف بمفرده بما حباه الله من الخصائص الإيمانية والمواقف الرجولية التي ربما عملها بمفرده، فنجد في قول الله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾ (القصص: من الآية20)، وفي سورة يس في قصة أصحاب القرية إذ جـاءها المرسـلون تجـد قـوله تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾ (يس: من الآية20). وفي سياق هاتين القصتين تجد أن النص يبرز كلمة (رجل) وهي تعني شخصًا مفردًا، ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾ (القصص: من الآية20)، فهو رجل واحد ينقذ الموقف بخصائصه الذاتية والإيمانية، ولا يستوحش من غربته بين أهله، فيحيط موسى علمًا بالمؤامرة الدنيئة التي يحيكها الملأ الفرعوني للقضاء عليه وعلى دعوته، ويقترح عليه الحل. وفي قصة مؤمن آل ياسين ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾ (يس: من الآية20) يعلن أمام الملأ نصرة المرسلين، ويدعو إلى اتباعهم متحديًا بذلك رءوس الضلالة، وهذه هي قمة الرجولة تحققت فيه بكل معانيها. نماذج من رجولة الصحابة في موقف سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه شاهد جَليٌّ على الرجولة المرجوة والمنشودة.. إذ كان مملوكًا لأمية بن خلف الجمحي القرشي، فكان يجعل في عنقه حبلاً ويدفعه للصبيان يلعبون به وهو يقول: أحد، أحد. لم يشغله ما هو فيه عن توحيد الله، وكان أمية يخرج به في وقت الظهيرة في الرمضاء، وهي الرمل الشديد الحرارة والتي لو وضعت عليها قطعة لحم لنضجت ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتُوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللاَّت والعزى، فيقول: أحد، أحد. "نور اليقين". فأي رجولة تلك وأي ثبات وأي إخلاص هذا؟! إنه يتحمل كل هذا العذاب الرهيب في سبيل عقيدته، ولا يشغله عن توحيد الله فهو لا يزال يردد كلمة التوحيد: "أحد، أحد"، في تحدٍّ واضح لأمية بن خلف! لقد انتصر بلال بإيمانه الراسخ وثقته في نصر الله، وهو تحت الصخرة يلاقي شتى أنواع التعذيب، انتصر برجولته، وفي المقابل انهزم الكفر برغم بطشه وجبروته؛ لأنه لم يستطع أن ينال من عزيمة الرجال الذين ربَّاهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهكذا ينبغي أن يكون الرجال من أصحاب الدعوات، وفي مواقف السيرة والتاريخ الكثير من هذه النماذج الخالدة التي سُطِّرت بأحرف من نور لتضيء لنا الطريق للعزة والرجولة. نساء ولكن رجال وقت الشدة خُلُق الرجولة ليس مقصورًا على الذكور فقط كما أسلفت، ولكن تتحلى به النساء أيضًا، وهناك أمثلة عدة في هذا المجال تؤكد هذا المعنى، فماذا نسمي خُلق السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما في أثناء الهجرة وهي تتحمل الصعاب والمشقات والأخطار من حولها لكي تُوصل الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم وأبيها في الغار، غير آبهة بما قد يصيبها لو انكشف أمرها من عذاب وتنكيل؟ هكذا ينبغي أن تكون المسلمة على أتم الاستعداد للتضحية وقت الضرورة. وفي هذا المجال لا يمكن إغفال دور السيدة أم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها، فهي منذ مبايعتها للرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة، وهي في جهاد مستمر، يقول ابن حجر في "الإصابة ج4 ص457": "... وشهدت "العقبة" وبايعت ليلتئذ، ثم شهدت "أحدًا" و"الحديبية" و"خيبر" و"القضية" (عمرة القضاء) و"الفتح" و"حنينًا" و... "اليمامة". وتقول "أم سعيد" بنت "سعد بن الربيع" دخلت عليها أي: على "أم عمارة" فقلت: حدثيني خبرك يوم "أحد" فقالت: خرجت أول النهار ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه، والريح والدولة للمسلمين، فلمَّا انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أباشر القتل، وأذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إليَّ الجراحة، تقول أم سعيد: رأيت على عاتقها جرحًا له غور أجوف". يقول الأستاذ محمد قطب معلقًا: "عندئذ ألقت أم عمارة السقاء وثارت حمية إيمانها تغلي كالمرجل في كينونتها الأنثوية، واختطفت سيفًا من يد أحد الهاربين الفارين، وقوسًا ونبلاً، ووقفت تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "(نساء حول الرسول). وحتى عندما حذَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب عدو الله "ابن قمئة" منها وحذَّر ابنها ليدرك أمه، وسمعته فقالت: يا رسول الله... ادع الله أن نكون رفقاءك في الجنة. يقول الأستاذ محمد قطب: "إنها غاية ما تتمناه في الدنيا والآخرة، إنها لا تريد سلامة في بدن بدون روح، ولا غنى ولا جاهًا ولا شيئًا من أسباب الحياة، فقط تريد أن تكون من أهل الجنة وبرفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا تكون حقيقة الإيمان، ونصاعة اليقين، ونقاء الإسلام، نقولها لأنفسنا ولأهلينا ولكل العاملين في حقل الدعوة والصحوة تَذْكِرةً وعِبرةً "(المرجع السابق). الخنساء وأبناؤها الأربعة كذلك نلمس خلق الرجولة في موقف الخنساء رضي الله عنها حين قُتل أبناؤها الأربعة في سبيل الله، فلم تجزع ولم تندب حظها، وقالت مقولتها الشهيرة: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم جميعًا". هذه النتيجة جاءت محصلة مقدمة هي كلمتها الرائعة لأبنائها قبل المعركة!: "يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيَّرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران)، فإن أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمَّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارًا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة". فليزنْ كلٌّ منَّا هذه الكلمات بميزان الذهب ليرى عظمة ورجولة الخنساء رضي الله عنها. صفية.. وسمية ويبرز أيضًا موقف السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها يوم الخندق عندما رقى إنسان من اليهود فوق الحصن حتى أطل عليهم، فقامت إليه فضربته، وفي بعض الروايات حتى قطعت رأسه؛ حتى ظن اليهود أن هناك الكثير من الرجال. كما أنها أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين. كما لا ننسى موقف المرأة التي ردَّت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو الفاروق في المهابة، ومع ذلك وقفت في شجاعة لترد أمير المؤمنين وينزل على رأيها، ويقول: "أصابت امرأة وأخطأ عمر". وهناك موقف السيدة سُمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام التي صبرت وصابرت، وأبلت بلاء حسنًا في رجولة منقطعة النظير حتى لقيت ربها شهيدة في سبيله غير مترخصة ولا واهنة. وفي عصرنا الحديث لا يمكن إغفال دور المجاهدة الفاضلة السيدة زينب الغزالي التي ضربت أروع المثل في الصبر والثبات؛ لتعيد للأذهان أمجاد من سبقوها من الصحابيات الجليلات. رجولة الغلمان إن الرجولة ليست بالسن المتقدمة، ولكنها بالفعل والموقف، فكم من غلام في مقتبل العمر، ولكنك ترى الرجولة المبكرة في قوله وعمله وتفكيره وخلقه والعكس صحيح. فهذا الخلق يشمل أيضًا الصبيان والغلمان، ولنا في موقف سيدنا الإمام علي- كرَّم الله وجهه- المثل والقدوة في ذلك، حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو صبي غير عابئ بما قد يصيبه عند انكشاف أمره؛ لكنه موقف تهون في سبيله الأرواح، فالرجولة عمل وموقف، ولا تتقيد بسن ولا بجنس. وفي موقف معاذ ومعوذ "ابنا عفراء" دليل آخر على رجولة الصبيان، روى البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرًّا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي، وماذا تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرًّا من صاحبه مثله! قال: فما سرني أنِّي بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء" (صحيح البخاري باب: فضل من شهد بدر، حديث رقم 3766). ومرَّ عمر على ثلة من الصبيان يلعبون فهرولوا، وبقي صبي مفرد في مكانه، هو عبد الله بن الزبير، فسأله عمر: لِمَ لَمْ تعدُ مع أصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لم أقترف ذنبًا فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقةً فأوسعها لك! ودخل غلام عربي على خليفة أموي يتحدث باسم قومه، فقال له: ليتقدم من هو أسن منك، فقال: يا أمير المؤمنين، لو كان التقدم بالسن لكان في الأمة من هو أولى منك بالخلافة. وليست الرجولة ببسطة الجسم، وطولِ القامة، وقوةِ البنية، فقد قال الله عن طائفة من المنافقين: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـٰمُهُمْ﴾ (المنافقون: من الآية 4)، ومع هذا فهم ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾. في هذا السياق لا بد من ذكر أجلي أمثلة العصر الحديث والمتمثلة في "أطفال في فلسطين الحبيبة"، فهم وإن كانوا حديثي السن إلا أنهم رجال في الموقف، بل استطاعوا زلزلة كيان العدو الصهيوني الغاصب بقوة إيمانهم، وفطرتهم النقية، وفعلوا ما لم يستطع فعله أشباه الرجال وصمدوا وواجهوا الموت بصدور مفتوحة مسلحين بقوة إيمانهم، وواجهوا بحجارتهم أقوى أسلحة العدو الحديث، فلم تلن لهم قناة ولم يهن لهم عزم، وجاهدوا جهاد الرجال والأبطال. مواقف معاصرة في تاريخنا الحديث ضرب بعض الدعاة المثل لهذا الخلق الكريم؛ ما أعاد للأذهان أمجاد أسلافهم من الصحابة والتابعين، فما لاقاه العاملون للإسلام من مواقف صعبة وفاصلة لهم ولدعوتهم وتحملوها وضحوا في سبيلها وبذلوا في سبيلها النفس والنفيس. فها هو ذا الإمام حسن الهضيبي يرحمه الله يقف في وجه شتى أنواع التعذيب والإهانة داخل السجن الحربي، وبرغم مرضه وكبر سنه يقول كلمة الحق للحاكم الجائر: جمال عبد الناصر مرات ومرات، لم يرهبه، ولم يرهب سجنه ولا زبانيته ولا حكمه عليه وعلى مجموعة من خيرة الإخوان بالإعدام، ومجموعات أُخرى بأحكام قاسية ففضَّلوا- يرحمهم الله- الاستشهاد في سبيل الله على تأييد الظلم والطغيان، وهذا موقف عصيب لا يصمد له الكثيرون، متمثلين قول الشهيد سيد قطب: "إن هناك للحظات في الحياة لا يصمد لها بشر إلا أن يكون مرتكنًا إلى الله مطمئنًا إلى حماه مهما أُوتي من القوة والثبات والصلابة والاعتداد، ففي الحياة لحظات تعصف بهذا كله فلا يصمد لها إلا المطمئنون بالله". والمتابع لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين والراصد لما تعرضوا له من محن مختلفة، بدءًا من الاعتقال حتى حبل المشنقة، ومرورًا بالتعذيب والمحاكم العسكرية؛ يرى نماذج من الرجولة كُتبت في التاريخ بأحرف من نور، وما كان يتوقع أكثر المتابعين تفاؤلاً أن تقوم للإخوان قائمة بعد فترة الحكم الناصري البغيضة، فما أن خرج الإخوان من السجون حتى بدءوا في نشر دعوتهم بين الناس، حتى غطت معظم أنحاء العالم، وذلك لثقتهم في نصر الله، وفي منهجهم المستمد من القرآن والسنة وتربيتهم الفريدة، ولتحليهم بخلق الرجولة الحقة الذي عزَّ أن يوجد الآن. وما كان هذا ليتأتى إلا بهمم وبعزائم الرجال، الذين ضحوا بكل ما لديهم حتى بأنفسهم من أجل إعلاء كلمة الله. مقومات الرجولة إن الرجولة خلق كريم لا يستحقه الإنسان حتى يستكمل مقوماته ويتصف بصفاته، ومن هذه المقومات: قوة الإرادة وضبط النفس إن أول ميدان تتجلى فيه الرجولة هو انتصار الفرد على نفسه الأمَّارة بالسوء، فالرجل الحق هو الذي يقود نفسه ولا تقوده، ويملكها ولا تملكه وهذا أول ميادين الانتصار. وإذا كان كل الناس يحسن الغضب والانتقام عند القدرة، إلا أن الذي لا يجيده إلا الرجال هو الحلم حين تطيش عقول السفهاء، والعفو حين ينتقم الأشداء، والإحسان عند القدرة وتمكن الاستيفاء؛ فاستحقوا المدح من الله ﴿والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)﴾ (آل عمران)، والثناء من رسوله كما في الحديث المتفق عليه: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". علو الهمة وهي من أبرز علامات الرجولة، وهي كما عرَّفها البعض: "أن يستصغر المرء ما دون النهاية من معالي الأمور"، ويعمل على الوصول إلى الكمال الممكن في العلم والعمل، وقد قالوا قديمًا: "الهمة نصف المروءة". إن رسالة الأمة المجاهدة أسمى من العبث واللهو؛ فهي حاملة الهداية والخير للبشرية أجمع، فكيف يكون اللهو واللعب هو ميدان افتخارها، وهي تنحر وتذبح، وتُهان كرامتها آناء الليل وأطراف النهار. العزة والإباء فالرجال هم أهل الشجاعة والنخوة والإباء، وهم الذين تتسامى نفوسهم عن الذل والهوان. والرضا بالدنية من أمرهم. وقد كان للعرب الأوائل اعتناء بالشجاعة والنخوة، وكانت من مفاخرهم وأمجادهم. فجاء الإسلام فربَّى أبناءه على الشجاعة والعزة والحمية، وهذب معانيها في نفوس أتباعه وضبطها بضوابطه، فلم تعد عند أتباعه مجرد ميدان للفخر والخيلاء، بل هي ميدان لنصر للدين والذب عن حياضه، وجعل الجبن والهوان من شر ما ينقص من قدر الرجال، كما قال صلى الله عليه وسلم: "شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع" (رواه أبو داود). الوفاء والوفاء من أخص شيم الرجال التي يُمدحون بها، كيف لا وقد كان العرب يفتخرون به قبل أن يستضيئوا بنور الإسلام، وحين جاء النبي صلى الله عليه وسلم أنسى بخلقه ووفائه مكارم أهل الجاهلية، ومن أمثلة وفائه (عليه الصلاة والسلام) موقفه يوم الهجرة وإبقاء علي رضي الله عنه لرد الأمانات إلى أهلها، وموقفه يوم الفتح حين أعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة وقال: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء". وهناك مقومات أخرى كثيرة كالجود وسخاوة النفس والإنصاف والعدل والتواضع في غير مذلة، وغيرها من كل خلق كريم وكل سجية حسنة كلما اكتملت في إنسان اكتمل باكتمالها رجولته. الخلاصة: لقد كانت الرجولة إرثًا يتوارثه الناس لا تعدو أن تكون بحاجة إلا إلى مجرد التهذيب والتوجيه، أما اليوم فقد أفسدت المدنية الناس، وقضت على معالم الرجولة في حياتهم، فنشكو إلى الله زمانًا صرنا فيه بحاجة إلى التذكير بالشيم والمكارم وأخلاق الرجال. وحين تخلت الأمة عن أخلاق الرجال، وسادت فيها أفعال الصغار هوت وانهارت قواها حتى رثاها أعداؤها. إن خير ما تقوم به دولة لشعبها ودعوة لأتباعها، وأعظم ما يقوم عليه منهج تعليمي، وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه والإعلام والدعوة كلها؛ هو صناعة هذه الرجولة، وتربية هذا الصنف الفريد من الرجال. ونختم بقول للشهيد سيد قطب- يرحمه الله- "والجماعة المسلمة يجب ألا تبذل هذا التكريم لمن يتخلف عن الصف في ساعة الجهاد، لتبقى له قيمته، ولتظل قيم الرجال منوطة بما يبذلون في سبيل اللّه، وبما يصبرون على البذل، ويثبتون على الجهد, ويخلصون أنفسهم وأموالهم للّه لا يتخلفون بهما في ساعة الشدة، ثم يعودون في الصف مكرمين!". | |
|
samiritta ذ
عدد المساهمات : 996 نقاط : 1631 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: رد: تعريف الرجواله السبت مايو 29, 2010 4:36 pm | |
|
كل رجل يدرك معنى الرجولة ؟
الرجوله هي أن تذكر الله دائماً في أعمالك وأفعالك
الرجوله كلمة شرف و موقف عز ! الرجوله هي البذل والعطاء والتضحيه و الفداء!
الرجوله هي أن تحسن إلى من أحسن إليك ولا تسيء إلى من أساء اليك !
الرجوله هي أن تحترم الآخرين وتحترم وجهات نظرهم ولا تستصغر شأنهم ولا تسفه ارائهم !
الرجوله هي أن تقول الحق وتجهر به ولا تأخذك فيه لومة لائم !
الرجوله هي الشهامه والمروءه في أجلى معانيها !
الرجوله هي أن تعطي كل ذي حق حقه !
الرجوله هي الأخلاق الكريمه والمعامله الحسنة!
الرجوله هي تحب لغيرك ماتحب لنفسك !
الرجوله هي إنصاف المظلوم من الظالم !
الرجوله هي أن تمد يد العون للمحتاج في كل الظروف !
الرجوله هي تعرف قدر نفسك فلا تتجاوز بها الحد !
الرجوله هي أن تغفر وتعفو عند المقدره وأن تمسك نفسك عند الغضب! الرجوله هي أن تمسح بيد حانيه دمعة ألم عن وجه بائس !
الرجوله هي أن تنام قرير العين مرتاح الضمير غير ظالم !
قد تجتمع الصفات في رجل واحد ، وقد يجتمع الرجال في صفه واحده .
موضوع مميز اخي ابو غادة
شكرا
| |
|
ابوغاده م.ع
عدد المساهمات : 1796 نقاط : 2470 تاريخ التسجيل : 26/08/2009 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: رد: تعريف الرجواله السبت مايو 29, 2010 7:21 pm | |
| السلام عليكم اشكرك اختى سمرتا على ردك الجميل ومرورك الطيب واضافتك المتميزه شكرا لكى
| |
|
samiritta ذ
عدد المساهمات : 996 نقاط : 1631 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: رد: تعريف الرجواله الأحد مايو 30, 2010 12:57 am | |
| لا شكر على واجب اخي ابو غادة نفيد ونستفيد تحياتي
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: تعريف الرجواله الأحد مايو 30, 2010 4:29 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم
الرجولة من وجهة نظري
*ان تعبد الله كانك تراه ،فان لم تكن تراه فهو يراك*
اي ان الرجولة الحق ليست في الشكل او كيفية انتقاء الحديث والعبارات المزيفة
او في الكذب بل معاني الرجولة كبيرة وقل من يعرفها حق المعرفة وشكرا اخي ابواغادة واختي سميرتا
|
|
ابوغاده م.ع
عدد المساهمات : 1796 نقاط : 2470 تاريخ التسجيل : 26/08/2009 البرج : الاوسمة :
اضافات الساعة:
| موضوع: رد: تعريف الرجواله الأحد مايو 30, 2010 9:24 pm | |
| السلام عليكم اشكرك اختى الغاليه نهى على هذه الاضافه الجميله وتمنى ان تشاركينا ديما برئيك فكم يهمنا ان نستفيد منكى ابو غاده
| |
|