أهمية الحوار والنقاش في المواضع الحوارية>>>>?

الحوار بعني و بصورة مبسطة تبادل في وجهات النظر في مسالة معينة أو موضوع معين وإبداء الرأي الشخصي لطرفي الحوار او المتحاورين في محاولة إيجاد الحلول للإشكاليات المتعلقة في موضوع الحوار مدعوما بالحجج والأدلة والبراهين لكلا الطرفين التي تثبت صحة وجهة النظر تلك في موضوع النقاش وهذا لايعني ضرورة اقتناع احد طرفي الحوار بوجهة نظر الطرف الأخر وإنما أهميته تكمن في تبادل الآراء أحيانا يكشف بعض جوانب الغموض في الموضوع من خلال مايمتلكه الطرفان من معلومات مهمة تساعد في حل الإشكاليات التي تكتنف موضوع الحوار، وكذلك ليس من الضروري ايضا التطابق في وجهات النظر بين الطرفين بل أحيانا يكون هناك تطابق في بعض التفاصيل والاختلاف في بعض التفاصيل ألأخرى التي تخص موضوع البحث،او أحيانا يكون التطابق في وجهات النظر من حيث المبدأ العام للموضوع والاختلاف في التفاصيل،وأحيانا بكون الاختلاف والتقاطع في موضوع الحوار بمجمله ومن جميع جوانبه وزواياه،لذلك قالوا الاختلاف في الرأي لايفسد من الود قضية،والاقتناع من طرف معين بوجهة الطرف الاخر لايعني الفوز او الربح لهذا الطرف على حساب الاخر بل يعني ظهور أدلة جديدة كانت خافية على احد الطرفين تم من خلالها اكتشاف الحقيقة، وهذا الاقتناع ايضا لايعني قناعة قطعية او نهائية لأنه من المحتمل ظهور أدلة أخرى جديدة تنقض ما اتفق عليه جهتي الحوار وهكذا يستمر الحوار الا ان تصل النتيجة في الحوار الى قناعة قطعية تعتبر حينئذ تلك الحقيقة التي تم التوصل إليها بديهية لاتقبل النقض، المشكلة التي نعاني منها نحن في مجتمعاتنا هو اعتبار الحوار معركة لابد من وجود فوز وخسارة في تلك المعركة لذلك يجب ان لانقتنع في وجهة نظر الطرف الاخر لانه يعني الهزيمة ومن هنا يبدأ التزمت والخلاف في الرأي والتمسك به حتى لو كان هذا الطرف مقتنعا في داخله يوجهه النظر تلك، هذه الروح في الحوار لاتؤدي الى نتيجة او فائدة من الحوار وإنما يسمى هذا النوع من الحوار بالجدل البيزنطي اي الجدل العقيم،فضلا انه لايساعد الطرفين على الاستماع الى ما يطرح من معلومات او أدلة حول الموضوع بل يبقى احد المتحاور ين يبحث عن ثغرة فقط تساعده على الانقضاض على الطرف الاخر وإسكاته،لذلك عندما نرى أحيانا ان تصل الأمور الى العراك والشتيمة والضرب بالأيادي او غيره،بسب عجز احد الطرفين او كلا الطرفين عن إيجاد الحلول لإشكالية موضوع الحوار،
وخلاصة ما نريد إيصاله من رسالة ان الحوار سمة حضارية للشعوب المتحضرة وليس بالضرورة الاقتناع او قناعة احد الطرفين بوجهة نظر الطرف الاخر بل المهم جدا إن نستمع إلى الراي الاخر لكي نستفيد من وجهة النظر المقابلة ودراستها والبحث والتفكير فيها لانه من المحتمل ان تلك الاثارات الحوارية تفتح الذهن الى زوايا أخرى لم تكن في الذهن او خطرت في بال المقابل او علم بها سابقا ، وهنا تكمن اهمية الحوار والنقاش............
شكرا لكم وأتمنى لكم التوفيق ان شاء الله