- الأسرة تركت بناتها فريسة للإعلام الهابط
- الحكومة تحارب النقاب وتشجع الإثارة
- المخاطر تلاحق صحة المتبرجات النفسية
- وجوب ترسيخ العفة في الأبناء منذ الصغر
- الزي الشرعي الأنيق تغيير ناجح بالقدوة
تحقيق: هبة عبد الحفيظ
ليست أم الدنيا فقط ولكنها أيضًا أم العجائب، ومن عجبها أنك في مصر ترى وتسمع ظواهر سلبية متفشية يشتكي المجتمع كله منها، رغم أنه بجميع قطاعاته مسئول عنها، ومن أبرزها مهرجان الألوان والتقاليع الغربية في أزياء الفتيات والسيدات سواء كن طالبات أم نساء عاملات، وحتى بين من يُطْلِقْن على أنفسهن لقب محجبات، رغم عدم توافر شروط الزي الشرعي فيما يرتدينه.
وفيما يبدو المجتمع مؤخرًا في حالة لا مبالاة وعدم اكتراث بما تراه عيناه من ملابس الفتيات الكاشفة والضيقة التي وصلت إلى البيوت المعروفة بالتزامها وتدينها، طرح (إخوان أون لاين) المشكلة على الخبراء؛ لبيان وتحليل أهم أسباب ودوافع الظاهرة الحالية واستخلاص وسائل عملية تساعد أسرنا على التخلص منها.
الإعلام
|
د. عبد الخالق الشريف |
</TR>
ويذكر الداعية الإسلامي د. عبد الخالق الشريف أن التفريط الواضح في أزياء الفتيات يرجع إلى عدة عوامل أبرزها فتح الباب على مصراعيه أمام إعلام الفساد مقابل التضييق على الدعاة في كل مكان، وأقربها إغلاق العديد من القنوات الفضائية الإسلامية مؤخرًا.
ويطالب المجتمع بمقاومة هذه الظاهرة بوسائل جديدة وعملية منها:
- تنشيط المجموعات والفعاليات الإلكترونية التي تدعو للحجاب الشرعي.
- دعم وسائل الإعلام الهادفة بالخبرات والأموال لكي تتصدى لحملات العري.
- سعي الأسر وبناتها للتغيير بالقدوة، بالاتسام بالزي الشرعي مع الحفاظ على أناقته؛ ليكون لافتة جيدة للمحجبات.
مفاهيم مغلوطة
وتلفت د. رشاد علي أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة الأزهر، إلى أن خطيئة الإعلام في بثه مفاهيم مغلوطة تحصر جمال الفتاة في شكلها الخارجي، وأن الفتاة التي تتعرى أكثر تكون أكثر جاذبيةً وأناقةً ونجاحًا وإقبالاً على الحياة، والعكس في تصوير الفتاة المحجبة التي لا تكون إلا مكتئبة حزينة منفرة ثائرة حاقدة محرومة من كل متع الحياة، أو تستخدم الحجاب والنقاب للنصب والاحتيال والهروب من العدالة.
ويوضح أن هذه الصورة المتكررة في الدراما تؤثر في نفسية الفتيات ويعتقدن أنها الصواب، حتى إن بعض الفتيات يصبن بالوسواس النفسي، وهو عدم الرضا الدائم عن النفس، فكلما خرجت الفتاة بملابس ضيقة، زادت رغبتها في زيادة ملابسها ضيقًا وعريًا فتظل تتعرى أكثر وأكثر بدون أن يحدث إشباع نفسي، وتظل الوساوس وعدم الرضا يطاردونها.
ويحذر من خطورة ذلك ورفعه نسبة التوتر والقلق والاكتئاب لدى الفتيات غير الإحساس بالنقص، حتى لو أظهرت للناس سعادة خارجية إلا أن الداخل يصبح مشوهًا، وبمرور الوقت تغفل الفتاة عن باقي جوانب حياتها وتصبح المظاهر هي شغلها الشاغل.
ويبين أن انصهار الهوية النفسية للفتاة من أهم الآثار التي تتعرض لها حين تفرط في زيها الشرعي لتذوب في الشخصيات التي تقلدها سواء كانت ممثلة أو صديقة أو حتى موديل في إحدى المجلات.
الطاقة النفسية
وفيما يحمل د. رشاد الأسرة المسئولية عن تلك الظاهرة؛ لأن الإنسان صناعة اجتماعية تبدأ بالأسرة إلا أنه يقدم عدة وسائل لحل تلك المشكلة وأهمها:
- إفراغ الطاقة النفسية للفتاة عن طريق ممارسة هواية محببة إلى النفس ما سيزيد ثقتها بنفسها، ويفرغ طاقاتها النفسية ويجعل لها اهتمامات أخرى في الحياة.
- التربية النفسية الصائبة للأبناء منذ الصغر وتوعيتهم بأن جسد الإنسان كشخصيته لا بد أن يحافظ عليه، فلا يجوز أن ينظر إليه أحد إلا زوج أو زوجة، وأيضًا غرس قيمة أن جمال الإنسان ليس في شكله فقط، ولكن هناك جوانب عديدة تشكل هذا الجمال، وهي الدين والخلق والالتزام والتفوق واحترام الآخرين، وحب الوطن ونشر الخير والحب بين الناس وغيرها.
- الحرص على تربية الأبناء على تعاليم الإسلام ومنها غض البصر، والحياء، وتعويد الشباب على الصوم كوسيلة وقاية نفسية فعالة تعين الفرد على تنفيذ ما أمر الله به.
- التركيز على قيمة الحوار الأسري الأنجح في تصحيح العديد من القيم، وإعادة الصحة والتوازن النفسي للأبناء.
وتطالب د. رشاد الوالدين بالاستفادة من نوعين للرقابة داخل الأسر، والأولى داخلية يتم غرسها في نفوس الأبناء ليراقب نفسه بنفسه ويستشعر الله في جميع أحواله، والثانية رقابة خارجية في بيان حق الآباء في الرقابة على سلوكيات أبنائهم والاطمئنان على أحوالهم بموجب المسئولية الملقاة عليهم؛ ولأن كل ولي أمر مسئول عن رعيته، مفضلاً أن هذه الرقابة المفروضة على الأصدقاء وما يشاهدونه على الإنترنت والتليفزيون، تأتي في شكل مودة وصداقة من الآباء للأبناء حتى لا ينفر الأبناء منهم.
عروض محجبات
وتطرح مدربة التنمية البشرية فيروز محمد عدة وسائل حديثة لجذب الفتيات إلى الاحتشام ومنها:
- عمل مسابقات في المدارس للموهوبات في الرسم، وتقوم المسابقة على أفضل تصميم لملابس المحجبات، ويوافي شروط الحجاب الشرعي ويناسب الفتاة العصرية، على أن تكون الجوائز قيمة ويشترط للمتقدمات لهذه المسابقة الالتزام بالزي الشرعي الأنيق.
- عمل عروض أزياء وبيع لملابس المحجبات في مدارس وكليات البنات، الهدف منها جذب الفتيات للحجاب الشرعي وإيجاد بديل لما يعرض في المحلات من ملابس غير لائقة.
- تسليط الضوء على نماذج لفتيات وسيدات ملتزمات بالزي الشرعي، وفي نفس الوقت ناجحات في حياتهن ويواكبن العصر وغير منغلقات، بل وصلن بحجابهن والتزامهن إلى أعلى المناصب، وهذا هو الجمال الحقيقي للفتاة الذي لا بد أن يُسلَّط الضوء عليه في الإعلام الهادف.
- القيام بحملة لدعم الحجاب الشرعي بالطرق العادية والوسائل الالكترونية مع التركيز على أهمية الصحبة الصالحة، وبيان معنى التعبد لله بالحجاب.
أين الحكومة؟
ويقول د. سمير عبد الفتاح عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية وأستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنيا: إن ملابس الفتيات والسيدات التي تنتقل من سيئ إلى أسوأ تعكس حالة الفوضى والتردي الخلقي الذي يعاني منه المجتمع العربي والإسلامي.
ويلفت إلى أن الزي غير الشرعي يبيح لبعض ضعاف النفوس معاكسة صاحبته أو التحرش بها وحتى اغتصابها، فيما تؤكد الإحصاءات أن الفتاة الملتزمة بحجابها تقل كثيرًا نسبة تعرضها لتلك المضايقات عن نظيرتها غير الملتزمة.
ويتهم العنوسة وتأخر سن الزواج بدفع فتيات إلى ملابس العري والزينة؛ ظنًّا منها أنها ستلفت نظر الجميع بذلك حتى تتزوج، ويضيف: وأكبر دليل على أن هذه النظرية غير صحيحة هي أن الفتاة هذه لا تتزوج بعد كل ما تبذله من مجهود ضائع، بل إنها تسقط من نظر الرجل الشرقي الذي ما زال يحتفظ بشرقيته عند اختيار زوجته!
ويناشد الحكومة التحرك أمام تلك الظواهر الغريبة على مجتمعنا المسلم، بدلاً من التصدي للنقاب والحجاب، مشيرًا إلى خطورة إثارة الغرائز في نفوس الشباب غير المحصن ما يتطلب تدخل القانون والأمن لوقفها قبل أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع كله.
الموضوع منقول