مدى تأثير المواد المخدرة على الجهاز العصبي
وأسلوب مواجهتها
دراسة تحليلية تأصيلية
إعـداد : عاشق العروبة
مقـــدمة
تعد المخدرات واحدة من أهم المشكلات التي تواجه عالمنا المعاصر وتدمر طاقات الشباب في كثير من البلاد ، وتعتبر هذه المشكلة ظاهرة ذات بعد كوني ، نظرا لما تنطوي عليه من أبعاد لا تتعلق بمجتمع بعينه ، وإنما تتعداه إلى كافة المجتمعات التي تنشأ فيها ظاهرة الإدمان ، وتجارة المخدرات والتعامل فيها بأي نوع يكون التعامل طالما يدخل في نطاق التعامل غير المشروع .
ومشكلة المخدرات هي ظاهرة عالمية ترتبط بالنطاق العالمي للمجتمع الإنساني ككل . فالجلب والتجارة والتصنيع والتوزيع لا يقتصر على بلد بعينه ولا دولة بعينها ، بل تمثل تلك التجارة مجالا للاحتكارات العالمية لجماعات منظمة تسيطر على سوق المخدرات بكافة أنشطت.
وفي أواخر الثمانينات انتشرت بين الشباب ظاهرة جديدة للتعاطي لنوع جديد من المخدرات يطلق عليه "البانجو" وهو من نبات يشبه نبات "القنب- الحشيش" كما أقبل الكثير منه على تعاطي بعض الأدوية من الصيدليات "زهيدة الثمن" والمنشطات والمهبطات التي تحتوى على مواد مخدرة دون تصريح من الطبيب المعالج المأذون له بتوصيف مثل هذه الأدوية في الحالات المرضية، مما أدى الى تعاطي الكثير من هذه الأنواع من المواد المؤثرة "والتي لها تأثير ملحوظ على الصحة النفسية والذهنية كما سيبين في حينه.
ولكن المشرع المصري والسلطة القضائية والتنفيذية "متمثلة في وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية المختلفة مثل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وباقي قوات الشرطة النظامية المعنية بهذا الأمر" لا تألوا جهداً في مواجهة تلك الظاهرة المدمرة لطاقات الشعوب والشباب، كما أن الدين الإسلامي الحنيف والمسيحية تحرمان التعاطي والاتجار في المواد المخدرة بصفة عامة، وعليه فإنما سوف نتعرض في هذه المحاولة للبحث للمسائل المتقدمة في أربعة فصول متتالية، ويعقبها خاتمة تشتمل على النتائج والتوصيات التى خلص إليها البحث على التفصيل الآتي:
خطـة البحث
الفصل الأول :
التطور التاريخي للمواد المخدرة في مصر
الفصل الثاني :
ماهية وأنواع المخدرات
الفصل الثالث :
أكثر أنواع المخدرات شيوعا ومدى تأثيرها على الحالة النفسية والعقلية للمتعاطي ( في مصر )
الفصل الرابع :
أساليب مواجهة ظاهرة المواد المخدرة
خاتمة البحث بالنتائج والتوصيات ،
على التفصيل الآتي .
الفصل الأول
التطور التاريخي للمواد المخدرة
ظلت تلك السموم غائبة عن سوق الاتجار المشروع للمواد المخدرة في مصر طول ثلاثين عاما ، ومن بداية الخمسينات حتى الثمانينات لم يدخل جراما واحدا من مخدر الهيروين إلى مصر ، وظل الوضع كما هو عليه حتى بداية العام الأول من الثمانينات حيث عاد الهيروين يطل من جديد على المجتمع المصري ، وكان أول ظهور له بمدينه الإسكندرية ثم توالى انتشاره إلى باقي مدن الجمهورية .
وفى أواخر الستينات وأوائل السبعينات بدأت ظاهرة إساءة استخدام المواد المؤثرة على الحالة النفسية أو الأقراص المخدرة كما اعتاد العامة على تسميتها وقد تم تداولها بين جميع الأعمار من مختلف طبقات المجتمع وفي الطبقات العليا ، فقد لجأ الكثير من أفرادها إلى تعاطى المهدئات يوميا لينشدوا الهدوء وتناول البعض الأمفيتامينات ليحد شهية الطعام والمنوعات قبل النوم ليتمتع بنوم هادئ ، كما انتشرت بين الطلاب في تلك الفترة ، تناول الكثير من الأقراص ذات الخاصية المنبه لمساعدتهم على الاستذكار أطول فترة ممكنة وخاصة قبل الامتحانات([1]) .
كما انتشرت تلك المواد بين الطبقات الدنيا والأوساط العمالية بعد ارتفاع أسعار المخدرات الطبيعية (الحشيش والأفيون ) وقلة المعروض منها في سوق الاتجار غير المشروع وخاصة في فترة الحروب 1967 و1973 والظروف التي مرت بها البلاد نتيجة إغلاق الحدود وقطع طرق تهريب المواد المخدرة إلى داخل البلاد . كما ساعد على انتشار المواد المؤثرة على الحالة النفسية في تلك الفترة رخص ثمنها ، ووفرة تداولها في الصيدليات وخارج الصيدليات حيث كان الكثير من أنواعها لم يخضع لأي رقابة قانونية من قبل الجهات المعنية في ذلك الوقت([2]) .
وفى نهاية الثمانينات وحتى الآن بدأت مشكلة زراعات " القنب" أو ما يطلق عليه " البانجو" في الظهور مرة أخرى ، ولكن هذه المرة تفاقمت المشكلة إلى حد انتشار زراعته في مناطق كثيرة من شبه جزيرة سيناء ، وبعض مناطق الوجه القبلي والبحري وأيضا في بعض المدن على هيئة مساحات ضئيلة بقصد التعاطي ، وكان لأسباب انتشار مخدر البانجو في مصر أسباب عديدة أهمها سهولة الحصول عليه من الزراعات المحلية ورخص ثمنه وانخفاض مستوى الدخل للأفراد نتيجة موجات الغلاء التي تمر بالبلاد . كما اختفى مخدر الحشيش في العشر سنوات الأخيرة وخاصة البانجو ، والتي مازالت الأجهزة المعنية تقوم بعمليات مكافحة المواد المخدرة بكافة تخصصاتها وتعانى الكثير في ابادة تلك الزراعات اللعينة بكافة مناطق الجمهورية إلى جانب المعاناة التقليدية في مكافحة مخدر الهيروين والمؤثرات العقلية .
ان شاء الله سوف نتابع تقديم البحث على حلقات
مع خالص تحياتى الشاعر ..............عاشق العروبة