الفصل الثاني
ماهية وأنواع المخدرات
تقسيم : ونتعرض في هذا الفصل لماهية المواد المخدرة وأنواع المخدرات المتداولة في مبحثين متتاليين
المبحث الأول
ماهية المواد المخدرة
ظاهرة تعاطى المخدرات ظاهرة إنسانية ضارة لا تقف أثارها عند حدود الحياة الفردية الخاصة وإنما تشمل في تأثيرها المجتمع ككل وفى جوانب مختلفة من حياة فئة ليست يسيرة من أفراد المجتمع.
المواد المخدرة
إن تعريف المواد المخدرة أمر هام في فهم طبيعة هذه المواد ومصدرها وخصائصها وتأثيرها على الإنسان ويعتبر من المداخل الأساسية لفهم ظاهرة تعاطى تلك المواد وإبعادها كظاهرة اجتماعية تصاب بها أي فئة من المجتمع([1]).
** لا يوجد تعريفا عاما جامعا يوضح مفهوم المواد المخدرة أو الأغلب أن يكون تعريف هذه المواد حصرا لأنواعها يضاف إليها كل جديد يمكن اكتشافه أو تحضيره([2]) .
** وسنتعرض فيما يلي لبعض التعريفات لمواد المخدرة والتي تناولتها كثيرا من البحوث المختلفة لموضوع تعاطى المخدرات .
المادة المخدرة :
هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوى على جواهر منبهه أو مسكنه من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدى إلى حالة من التعود أو الإدمان مما يضر بالفرد والمجتمع جسميا ونفسيا واجتماعيا([3]) .
التعريف اللغوي([4]) :
المخدرات في اللغة جمع كلمة مخدر وهى تدل على السترة والفتور وجاء على لسان العرب لابن منظور أن الخدر هو الكسل والفتور ، والخادر هو الفاتر الكسلان وخدر الجسم إذا استرخى فلا يطيق الحركة.
التعريف العلمي([5]) :
تختلف التعاريف اللغوية للمخدرات عن التعريف العلمي الفني لها فبين التعريفيين علاقة استغراق أي أن التعريف الفني يستغرق التعريف اللغوي، فالمخدر الذي يسبب الكسل والفتور والاسترخاء جزء من أنواع المخدرات – ومن ثم فان المخدرات وفق التعريف الفني لها تشمل :
كل مادة طبيعية كانت أو مستخلصة من أصل طبيعي أو محضرة معمليا من مواد كيميائية يكون من خصائصها التأثير على الجهاز العصبي المركزي للإنسان إما بالأثر المهبط أو المنشط أو المهلوس – ويحدث تأثيرها حالة من التعود أو الإدمان .
التعريف القانوني :
لم يضع المشرع تعريفا للمواد المخدرة مكتفيا بتحديد أنواعها وفصائلها ومشتقاتها ومركباتها على سبيل الحصر في الجداول التي ألحقها بالقانون فأشار إلى الجواهر المخدرة والمواد المعتبرة جواهر مخدرة والمواد والمستحضرات الطبية المؤثرة على الحالة النفسية أو المؤثرات العقلية كما حدد مشروعيه الاتجار فيها وتداولها واللوائح المنظمة لتداولها وإساءة استخدامها([6]) .
التعريف الإجرائي للمخدرات :
هي مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويسبب تعاطيها حدوث تغيرات في وظائف المخ وتحدث هذه التغيرات تنشيطا أو اضطرابا في مراكز المخ المختلفة التي تتحكم في وظائف الجسم المختلفة وتؤدى هذه المواد بتكرار تناولها إلى الإدمان([7]) .
المبحث الثاني
أنواع المواد المخدرة المتداولة
هناك العديد من المواد المخدرة التي يساء استخدامها والتي تصنف بعدة طرق وللتعرف على المواد المخدرة التي أسيء استخدامها فى مصر يمكن تقسيمها حسب تأثيرها على الجهاز العصبي كالأتي :
أولا : المهبطات Depressants ([8])
تتميز هذه المجموعة بتأثيرها المهبط للنشاط الذهني وهى مختلفة الأصل والمنشأ فمنها ما هو أصله طبيعي ومنها ماهو مستحضر من مركبات كيميائية " تصنيعية " ومنها ماهو من أصل طبيعي وأخر تصنيعي أي مستحضر من تفاعل كيميائي مع المواد الطبيعية المذكورة " نصف تصنيعية " .
المهبطات ذات الأصل الطبيعي
الأفيــون Opium
يتم الحصول على مادة الأفيون من شجيرة الخشخاش الأفيون والتي تعتبر المصدر الوحيد لخام الأفيون الذي يحتوى بدوره على العديد من المركبات الكيميائية أهمها وأكثرها فاعلية هو المورفين والكوديين .
يؤثر الأفيون على الجهاز العصبي المركزي للإنسان فهو مهبط للنشاط الذهني إعمالا بنظرية تسكين الألم ورد الفعل العكسي بالنشاط الزائد لفترة محدودة تحت تأثير المخدر .
المـورفين Morphine
يعتبر المركب الأساسي للأفيون الخام وتتراوح نسبته من 6% إلى 7% من وزن الأفيون الخام ويستحضر منه معمليا على شكل مسحوق أو كتل مكعبة الشكل أو محاليل للحقن ويتدرج لونه الأبيض إلى البني وفقا لدرجة نقائه وله استخدامات طبية مشروعة تحت إشراف المختصين ويعتبر من أقوى المواد المؤثرة في تخفيف الألأم .
الكــودايين Codein
مثل المورفين من حيث وجوده في خام الأفيون ولكن نسبته تتراوح بين ..5 ، 2.5% وله استخدامات طبية على نطاق واسع خاصة فى علاج السعال ويوجد بلورات من مسحوق أبيض أو على هيئة شراب سائل أو محلول وهو مسكن للآلام .
المهبطات نصف تصنيعية
الهيــرويين Hreoin
وهو أحدث مشتقات المورفين وأكثر المهبطات انتشارا وأكثرها خطورة على المتعاطي ومادته الأساسية هى المورفين الذي يجرى عليه عمليه كيميائية بسيطة فى معامل سرية وهو على هيئة مسحوق أبيض يتدرج للون البني وفقا لدرجة نقائة ولهو تأثير مهبط للنشاط الذهني بدرجة عالية أقوى وأخطر بكثير من الأفيون والمورفين .
المهبطات التصنيعية
هى مجموعة من المواد والعقاقير تحضر فى المعامل من مركبات كيميائية دون أن تحوى أى مادة طبيعية لكنها تعطى تأثيرات مهبطة للجهاز العصبي ويطلق عليها مسكنات ومنوعات ومهدئات وهى فى الأصل عقاقير للعلاج من الكثير من الأمراض مثل الصرع والأرق ، والتوتر ، والقلق ، وتصنع على هيئة أقراص أو كبسولات مختلفة الأشكال وهى من المواد التي يساء استخدامها حاليا بصورة كبيرة جدا كبديل لأنواع كثيرة من المواد المخدرة ذات التأثيرات المتشابهة([9]) .
ثانيا المنشطات Stimulants
تتصف هذه المجموعة بتأثيرها المنشط على الجهاز العصبي والبعض منها من أصل طبيعي والآخر من أصل تصنيعي وهى على النحو التالي :
المنشطات الطبيعية
الكوكايين Cocaine
هو أشهر المنشطات الطبيعية بلا منازع ويستخلص من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو في أمريكا اللاتينية وخاصة في حوض نهر الأمازون ودول بيرو وبوليفيا وكولومبيا وفى بعض بلدان أسيا كالهند و أندونيسيا([10]) ويعد من أقوى العقاقير المنشطة ذات الأصل الطبيعي وهو عبارة عن مسحوق أبيض اللون هش الملمس وذلك إذا كان نقيا أما إذا كان يخالطه شوائب فيتغير لونه تدريجيا إلى البيج وهو يتعاطى بطريق الشم أو الحقن .
القــــات Catha
هو نبات يزرع فى بعض بلدان أفريقيا بكينيا والصومال كما يزرع على نطاق واسع فى اليمن ويتعاطى بطريق مضغ أوراق النبات مع جرعات الشاي أو البيبسى كولا وبعد هذا المضغ لعدة ساعات يلفظ المتعاطي الألياف السيلوزية المختلفة عنه في الفم وله تأثير مزدوج على الجهاز العصبي بحيث يحدث تأثيراً منشطاً فى البداية تعقبة حالة من الهبوط فى وظائف الجهاز العصبي .
المنشطات التصنيعية
الأمفيتامينات Amphetamines
تعتبر من أهم العقاقير التي لها القدرة على مقاومة الإرهاق والإنهاك والنعاس كما تستعمل لتقليل الشهية بغرض إنقاص الوزن كما يسئ استخدامها بعض الرياضيين لزيادة قدراتهم وقد تحقن بها خيول السباق والاستعمال المتكرر يؤدى الى حالة من الهبوط التي تعقب حالة النشاط كما أن لها أضرار صحية لا يستهان بها فقد تؤدى الى حالات الجنون والفصام لما لها من تأثير النشاط الزائد على الجهاز العصبي لفترات طويلة وتعاطى الامفيتامينات أما على هيئة أقراص وكبسولات والتي من أشهرها عقار الأكستازم XTC والسائل مثل عقار الماكستون فورت وهو سائل أصفر اللون يحضر محليا بطرق بدائية وأيصا سائل عقار G H B وهو سائل أبيض اللون ويحضر معمليا ويتعاطى بإضافته الى العديد من العصائر والمشروبات وهو من أحدث المواد المخدرة التي أدرجت عالميا على جداول المواد المخدرة ([11]).
ثالثا : المهلوســــــــــــــات Hallusinigens
هي ما تعرف بعقاقير الهلوسة وهى مجموعة من مواد غير متجانسة تحدث اضطرابا فى النشاط الذهني والتفكير والإدراك وينتج عنها هلاوس وتخيلات حيث يتصور المتعاطي أن له قدرات خارقة أو على العكس أحياناً يصاب بفزع شديد وإكتئاب من جراء ما يراه فى أوهامه و تخيلاته مما قد يفضي به إلى الانتحار وهى تنقسم إلى مهلوسات طبيعية أو نصف تصنيعية أو تصنيعية على النحو التالي :
المهلوسات الطبيعية :
وهى التي تحضر من نباتات طبيعية مثل نبات عش الغراب ونباتات صبار المسكال وهى على شكل سائل للحقن أو مسحوق بنى اللون يعبأ فى كبسولات .
المهلوسات نصف الطبيعية :
لعل أهم أشهر هذه العقاقير المعروف ( L S D ) الـ. اس . دى أو ما يطلق عليه الاسيد ، والذي تستخلص مادته الأساسية من حمض الليثارجيك أو من فطر الارجوت ويحضر العقار عادة على شكل سائل عديم اللون والرائحة والطعم وأحياناً على شكل أقراص أو كبسولات والطريقة الأكثر تداولها الـ . آس . دي على شكل طوابع ورقية مختلفة الأشكال والأحجام مشبعه بالسائل ويمتد مفعول هذا العقار أحيانا لمدة أسابيع أو شهور .
المهلوسات التصنيعية :
و أشهرها هو عقار ( P C P ) بـ. س . بـ أو ما يسمى بغبار الملائكة وهو عبارة عن مسحوق أبيض يذوب فى الماء ويصنع أحيانا على هيئة أقراص أو كبسولات أو سائل
رابعا : الحشيش
يستمد الحشيش أهميتة كمخدر طبيعي من ذيوع انتشاره عالميا وبين مختلف الفئات والطبقات وهو يستخلص من نبات القنب Cannabis وهذا النبات له أكثر من اسم يختلف من بلد إلى آخر حسب اللغة ولعل أشهرها الماريجوانا ، البانجو ، الجانجا .
ويتم تعاطى مادة الحشيش ذاتها عن طريق التدخين أو النبات المجفف والذي يطلق عليه البانجو ، أيضا عن طرق التدخين وله تأثير مهبط على الجهاز العصبي ويبدأ تأثيرة بعد تدخينه مدة تراوح من 15 الى 3. دقيقة ويستمر تأثيرة حتى 4 ساعات تقريباً ، تعاطى مخدر الحشيش فى أى صورة من الصور لفترات طويلة يؤدى الى الاعتياد النفسي وله أضرار صحية كبيرة على متعاطيها
خامسا : المشتقات والمذيبات
وهى وإن كانت من الناحية القانونية غير مدرجة بجداول المخدرات وبالتالي لم يتم حصرها وإدراجها حتى الآن إلا أنها انتشرت بين الشباب في مصر وأدى سوء استعمالها إلى بعض حالات الوفاة لما لها من أثار الاضطرابات العقلية وإضرار بالغة بالكبد والكلى والقلب ولها أثار على الجهاز العصبي بدأ من التهيج والانتعاش تتلوها أعراض من الهذيان وإما إذا ذادت الجرعة تقضى إلى الغيبوبة والوفاة ومن اشهرها البنزين ومخفف الطلاء ، ومزيل طلاء الأظافر وسائل البوتوجاز ولاصق الإطارات والغراء
سادسا : المواد والمستحضرات الطبية ( الصيدلية ) المؤثرة على الحالة النفسية
( المؤثرات العقلية )
تعتبر المواد المؤثرة على الحالة النفسية من مستحضرات الصيدلية التي تحتوى على عقاقير ومواد كيميائية بذاتها أو نسبة محددة تم تنظيم تداولها نظراً لإساءة استخدامها بمقتضى مجموعة من قرارات لوزارة الصحة وألحقت عمليات تنظيم تداولها فى ثلاثة جداول وفقا وأهمية وخطورة تلك المواد واستخداماتها الغير مشروعة وتخضع فى ضوابط التداول لأحكام قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم ( 127) لسنة 1955 :
· أشهر مستحضرات الجدول الأول
· مادة الكودايين – الدايهيدروكودايين .
· مشتقات مادة الكودايين .
· مستحضرات الجدول الثاني
· جميع مشتقات مادة النتركياز بيير
· مستحضرات الجدول الثالث
· كبسولات كورفارس Caroas cap
· أقراص ميجرانيل Migrainil tap
· اقراص ليبراكس Lapas tap
· ريفوتريل Rivotril tap
مصادر إنتاج تلك المواد هي شركات الأدوية العالمية والمحلية والمنافذ الشرعية لتداولها هى الصيدليات بالقيود المنظمة لتداولها والتي حددها قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955 م
([1]) د. محمد دعبس، يسري إبراهيم، الإدمان بين التجريم والمرض، علم الإنسان وقضايا المجتمع، الكتاب الثالث، دار الفكر العربي، القاهرة، 1991، ص 9.
([2]) أ. مصطفى زيور، تعاطي الحشيش، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، 1961، ص 14.
([3]) Drugs and Development, UNDCP, 1996, P. 19.
([4]) العلامة أحمد بن محمد بن على المقرى الفيدمى، المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير، المطبعة الأجيرية الكبرى ببولاق ، سنة 1316هـ ، ص 73.
([5]) د. جمال ماضي أبو العزائم، الإدمان – أسبابه- وأثاره، وكالة فينسيا للإعلان، القاهرة، 1985، ص7.
([6]) د. عبد الفتاح مراد، التجريم والعقاب في قوانين المخدرات، منشأة المعارف، الإسكندرية، 198..
([7]) د. محمد دعبس ، الإدمان بين التجريم والمرض، المرجع السابق.
([8]) راجع في القواميس المخصصة للمصطلحات العلمية :
English, H. English , A English , A. Comprehensive Dictionary of Psychological Tenns, New York, Long man, 1958.
([9]) Wolsfen Holme, G.E. & Knight, J. (eds) Hashish: Its Chemistry and phannaology, (Ciba Foundation study Group No. 21) London: J. & A. Churchill, 1965, P. 29.
([10]) The Social Impact of Drug Abuse, UNDCP, 1996, P. 33.
([11]) Wolsfen Holme, G.E. & Kinght, Chemistry and Phannacology, op. cit, 39.
والى اللقاء فى الجزء الثالث
مع تحيات الشاعر .................... عاشق العروبة