الفصل الثالث
أكثر أنواع المخدرات شيوعاً
ومدى تأثيرها على الحالة النفسية والعقلية للمتعاطي
( فى مصر )
تقسيم:وينقسم هذا الفصل إلى مبحثين، نتناول في الأول أكثر أنواع المخدرات شيوعاً في المجتمع المصري وتأثيرها على الشباب (الأحداث)، كما نتناول في المبحث الثاني أسباب انتشار تناول مخدر البانجو في المجتمع المصري بين الشباب في الآونة الأخيرة.
المبحث الأول
أكثر أنواع المخدرات شيوعا فى المجتمع المصرى حاليا
(البانجو – الهيروين – المؤثرات العقلية )
يتأثر مجتمع المتعاطين بالمواد المخدرة المتداولة بسوق الاتجار غير المشروع لها حسب تواجدة وتأثرها بعمليات العرض والطلب والعوامل التي تؤثر فيها وأماكن تداولها ومدى تأثيرها على المتعاطي وكذا أسلوب تعاطيها ومن أكثر المواد المتداولة بالمجتمع المصري حاليا والتي تشكل فى تواجدها أحد العوامل المؤثرة فى إقبال الشباب عليها هو مخدر البانجو ومخدر الهيروين والمواد والمستحضرات الصيدلية المؤثرة على الحالة النفسية أثير حولها الكثير من الجدل عن أسباب انتشارها ومدى تأثيرها على المتعاطين وسوف نتناولها بإيجاز على النحو التالى : · أولا : مخدر البانجو هو فى الأصل نبات القنب المخدر ويطلق عليه العديد من الأسماء وفقاً لمكان زراعته وطريقة تداولة والعرف السائد فى كل بلد يزرع ويتداول فيها وفى الأصل أتت كلمة بانجو فى المجتمع المصري والتي تطلق على نبات القنب الذي كان يزرع في بعض أماكن الجمهورية في أواخر الثمانيات أى ما يقرب من حوالي خمسة عشرة عاما تقريبا وسمي النبات بهذا الاسم نسبة إلى طائفة مرويجيية في بادئ الأمر وهم السودانيين الذين أتوا إلى جمهورية مصر العربية في ذلك الوقت عقب قيام ثورة الإنقاذ فى جمهورية السودان حيث أتى البعض منهم حاملا معه مخدر البانجو السوداني والذي يختلف فى طريقة تصنيعه وتأثيرة عن القنب المصري كما أنه لم يلقى رواجا من متعاطية من المصريين وأخذ السودانيين يشجعوا تداول القنب المصري تحت مسمى بانجو نسبة الى البانجو السوداني على الطريقة المصرية (القنب المصري ) بتجفيف النبات فى أي طور من أطوار النمو،([1]) ويتم تعاطيه عن طريق التدخين وهو مهبط للجهاز العصبي للإنسان إلا أنه ينجم عن اعتياد تعاطيه آثار فسيولوجية قوية تؤثر على الكثير من أعضاء جسم الإنسان ووظائفه لما بحملة هذا النبات من مواد سامة وكيماوية تضاف له أثناء زراعته للمساعدة على سرعة نموه .
المبحث الثاني
أسباب انتشار تداول مخدر البانجو فى المجتمع المصرى فى الاونه الأخيرة
o تأرجح وجود المخدرات الطبيعية التقليدية مثل الحشيش والأفيون فى تلك الفترة o زراعته فى بعض الأماكن المهيئة داخل البلاد خاصة بشبة جزيرة سيناء وبعض بلدان الوجة القبلى o سهولة تهيئته للتداول والاعتقاد السائد بأنه لا يرتقى في خطورته إلى مرتبة المواد المخدرة التقليدية o انخفاض سعر تداولة مقارنه بأسعار الأنواع الأخرى من المواد المخدرة علاوة على انخفاض مستوى الدخل للمتعاطين o الاعتقاد الخاطئ لدى الشباب من المتعاطيين بعدم خطورة البانجو وتأثيرة على الصحة العامة للإنسان · ثانيا : الهيروين هو ذلك المسحوق اللعين من أحدث مشتقات المورفين وهو من مجموعة المهبطات النصف تصنيعية وهو أكثر انتشاراً وإساءة للاستخدام لخطورته على المتعاطيين . ومادته الأساسية هي المورفين الذي تجرى عليه عملية كيميائية فى معامل سرية تخصصت فى إجراءها بعض العصابات الدولية ويهئ للتداول على شكل مسحوق ناعم يتدرج لونه الأبيض الى اللون البيج أو البني حسب درجة نقاءه ويتعاطى أما بالحقن فى الوريد أو تحت الجلد أو عن طريق الاستنشاق كما يحدث تعاطية اعتماداً جسمانيا ونفسيا قويا على المتعاطي والذي يؤدى إلى الإدمان والذي حتى الآن لم تشير الأبحاث العلمية المتخصصة إلى توافر علاجات لإدمان مخدر الهيروين o أسباب انتشاره في المجتمع المصري في الاونه الأخيرة تفاقمت مشكلة تعاطى وإدمان مخدر الهيروين في المجتمع المصري في الآونة الأخيرة منذ حوالي 2. عاما تقريبا وبعد فترة انقطاع عن سوق الاتجار غير المشروع للمواد المخدرة دام ما يقرب من السبعين عاما لأسباب الآتية : · انتشاره عالميا بازدياد نشاط العصابات الدولية المنظمة في إعادة ترويجها مرة أخرى في معظم بلدان العالم وخاصة ذات الدخول العالية · إن المجتمع المصري في تلك الفترة وهى أوائل الثمانينات قد حظا بازدياد في مستوى دخل الفرد نتيجة للنشاط الاقتصادي في تلك الفترة أو ما يطلق عليها آثار استثمار الانفتاح في نهاية السبعينيات · من الآثار السلبية السيئة للانفتاح المجتمع المصري وسفر العديد من الشباب إلى الخارج وخاصة دول أوربا وأمريكا والتي كان ينتشر بها هذا المخدر في تلك الفترة .· قلة الوعي والثقافة لدى الكثير من المتعاطيين المصريين الذين أقدموا على تعاطى الهيروين رغبة في التجربة وحب الاستطلاع دون النظر لما يخلفه هذا التعاطي من آثار بين الشباب "خاصة بين الأحداث صغار السن" ([2]). المبحث الثالث
تأثير المواد المخدرة على الحالة النفسية والعقلية
يسبب تعاطى تلك المواد نوع من الاعتماد عليها ذات فاعليه عالية وفق لاستخدامها فهي في الأصل علاج طبي مشروع لحالات مرضية كثيرة منها القلق والتوتر والصرع والسعال والالتهاب الرئوي ... إلخ .ولكن أسئ استخدامها ولجأ المتعاطون إلى تناولها كبديل لبعض أنواع المخدرات الطبيعية أحياناً أو لاعتيادهم على تأثيرها الطبي كمنوم ومهدئ أو مسكن([3]) .ولعل العقاقير والمواد التى تؤثر على الحالة النفسية العقلية للإنسان مثل المواد والعقاقير الصيدلية (الطبية) التى لها الكثير من الاستخدامات الطبية المشروعة فى علاج الكثير من الأمراض فهى تحتوى على عقاقير ومواد مؤثرة ، ومن تلك المواد ما له تأثير على النشاط المركزي العصبي (فى الجهاز العصبي المركزي) للإنسان ، التي يدروها تحدث تأثيرات نفسية كبيرة اما بالتنشيط أو التسكين أو التهدئة . ولما كان لهذه التأثيرات من خطورة على الصحة العامة لمتعاطيها فقد نظمت الاتفاقات الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية والقانون الوضعي ، تداول استخدامها عبر منافذها الشرعية (مثل الصيدليات والمستشفيات) ، وحدد نظم تداولها وفقاً لقرارات تصدر من الجهات المعنية فى هذا الشأن o أشهر المؤثرات للعقاقير الطبية على الناحية العقلية تداولاً فى المجتمع المصرى : من الملاحظ فى الآونة الأخيرة أنه أسئ استخدام المؤثرات العقلية في المجتمع المصري منذ أوائل السبعينيات كظاهرة عالمية انتقلت إليها العديد من بلدان العالم([4])، وقد ازداد الإقبال عليها مع بداية الألفية الثالثة وذلك لعدة أسباب أهمها : أولا - أن معظم متعاطي تلك المواد من قطاعي الشباب (صغار السن من الجنسين) الذين يتوافر لديهم دائما رغبة التجربة وحب الاستطلاع والتباهي والتفاخر بين مجتمع الأصدقاء (من قرناء السوء) .ثانيا - انخفاض أسعار تلك المواد مقارنه بأسعار المواد المخدرة التقليدية (مثل الحشيش والأفيون).ثالثا - سهولة تعاطيها وطريقة الحصول عليها (مثل بعض أدوية علاج السعال) .رابعا - التأثيرات المختلفة لعديد منها مثل (المنوم – المهدئ – المسكن – وكافة أنواع المنشطات بصفة عامة ) والتى تتماشى مع الحالة المزاجية للمتعاطي .خامسا - الاعتقادات الخاطئة لدى الكثير من الشباب اللذين يلجئون لتناول تلك المواد المؤثرة هرباً من الظروف النفسية والضغوط المعيشية والاجتماعية ، التي يمرون بها نتيجة الكثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة فى الوقت الحالي . o ومن أشهر هذه العقاقير تأثيراً على المتعاطيين :
- مادة الكوداين ومشتقاتها بمسمياتها المختلفة – وهى من المواد ذات الخاصية المسكنة والمهدئة .
- مادة البنزوديازبيتر بجميع مشتقاتها والمستحضرات الصيدلية التى تحتوى على هذه المشتقات بأى نسبة مثل (فالنيل أقراص – كاللبيام أقراص – نيوريل أقراص – فاليم أقراص – ترانكسين – لاكسوتنيل ).
- مادة الدايهيدروكودين + الكوداين ( كوداستين – كودوبرونت شراب – توسيفان شراب – فيياسكين أقراص) .
- كودافين شراب – سومادريل اقراص – ريفوتريل اقراص .
وباستقراء أراء الأطباء والمتخصصين فى علاج مثل هذه الحالات بالمستشفيات المتخصصة المختلفة والمركز القومي للبحوث الجنائية و الاجتماعية والجمعيات المتخصصة لمعالجة الأدمان تبين للباحث أن مثل هذه المواد المؤثرة (العقاقير والأدوية التى تحتوى على نسبة من المخدرات ) تؤثر بالضرورة على الصحة النفسية للمتعاطين ومدمني مثل هذه العقاقير([5]) .
مراجع...
([1]) كتاب الإدارة العامة للمخدرات، القاهرة، وزارة الداخلية ، أعوام 1999، 2...، 2..1، 2..2.
([2])عقيد د. محمد عبد العزيز محمد، ظاهرة إجرام الأحداث في مصر، دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة، ودراسة ميدانية، رسالة ماجستير ، كلية الحقوق، جامعة القاهرة، 1997، ص 137 (أشرفت عليها الأستاذة الدكتورة/ فوزية عبد الستار- أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة).
([3]) د. جمال ماضي أبو العزائم ، الإدمان – أسباب وآثاره، المرجع السابق، ص 27.
([4]) د. فادية أبو شهبة، ظاهرة إدمان المخدرات، مجلة العلوم القانونية والاقتصادية، العدد الأول، يناير 1992.
([5]) د. جمال ماضي أبو العزائم، الإدمان وأسباب وآثاره، والوقاية والعلاج منه، المرجع السابق، ص 39.الى اللقاء فى الجزء الرابع مع خالص تحياتى الشاعر ................. عاشق العروبة